الثورة- منهل إبراهيم:
غياب الاستراتيجية الصهيونية والتخبط في الحرب على فلسطين ولبنان تحول من قضية تكتيكية إلى قضية استراتيجية، فلم تعد للحرب حدود واضحة، ولم يعد من الواضح إلى أين ستقود المنطقة في ضوء رعونة كيان الاحتلال.
غياب الاستراتيجية الواضحة للكيان في غزة تحول إلى استراتيجية بحد ذاته، وهناك فجوة كبيرة بين القدرات العسكرية والاستخباراتية الواسعة في تحديد الأهداف وعدم القدرة على ترجمة هذه الأهداف إلى سياسات واتفاقات وقرارات، فشل وتراكم في الفشل الصهيوني لا مثيل له في التاريخ.
موقع (Middle east monitor) الأمريكي، أبرز أن جيش الاحتلال تكبد خلال عام من حرب الإبادة على غزة خسائر غير مسبوقة في تاريخه في وقت لا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة وتوجه الضربات القوية.
وفي مقال كتبه في صحيفة “كلكاليست” العبرية، أوضح الخبير في الشؤون العسكرية يوفال أزولاي، أن اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وضع “إسرائيل” أقرب ما يمكن إلى حرب شاملة بجيش إسرائيلي منهك بعد أطول حرب متواصلة في تاريخها.
وأكد أن جيش الاحتلال خسر خلال العام الماضي أكثر من 700 جندي في غزة، مع عدد غير مسبوق من الجرحى بدرجات متفاوتة، ويقدر عدد الجرحى بنحو 11 ألف جندي مقاتل.
وأشار أزولاي إلى أنه بحسب قسم التأهيل في وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلية فإن عدد الجنود الجرحى يزداد شهرياً بنحو ألف جريح، وهو أكبر عدد من الجرحى عرفه جيش الاحتلال على الإطلاق، بما يعادل إخراج 12 كتيبة من الخدمة.
وقال أزولاي إن القوات النظامية والاحتياطية التي ستقاتل على الجبهة الشمالية ـ التي تعتبر أكثر صعوبة وأكبر وأكثر تعقيداً وأكثر تحديا ـ منهكة من الحرب التي لا تنتهي في غزة.
واتهم أزولاي القيادة السياسية في الحكومة الإسرائيلية بالمسؤولية عن هذا الوضع، لأنها لم تتمكن من إدارة أي استراتيجية لأفعالها في غزة، في حين تتجاهل بوضوح حرب الاستنزاف في الشمال التي استمرت لأشهر طويلة.
وقال مصدر أمني إسرائيلي مقرب من الحكومة إن “إسرائيل” حولت تركيزها إلى الجبهة الشمالية بشن غزو بري على لبنان بعد فشلها في تحقيق أي من أهدافه المعلنة في الحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ عام على قطاع غزة المحاصر.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن المصدر الإسرائيلي قوله إن الهجوم على جنوب لبنان يهدف إلى إعادة المستوطنين الإسرائيليين الذين فروا بسبب الضربات الانتقامية المكثفة التي يشنها حزب الله على الأراضي المحتلة في الشمال.
وذكر المصدر الأمني أن “إسرائيل” خاضت الحرب على قطاع غزة قبل عام بهدفين رئيسيين: إطلاق سراح الأسرى وتفكيك قدرات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
وتابع “بعد فشلها في تحقيق أي من هذين الهدفين، حولت الحكومة الإسرائيلية تركيزها إلى الجبهة الشمالية، مضيفة هدفاً ثالثاً: عودة المستوطنين، ولكن من غير الواضح كيف ستتمكن من تحقيق هذا الهدف.”
وذكر المصدر أن حكومة نتنياهو من المرجح أن تنسحب مرة أخرى من غزة ولبنان، وهذه المرة ستوجه تركيزها إلى إيران، عازمة على ضرب وإضافة أهداف جديدة إلى حرب لم تحقق بعد أيا من أهدافها.
وتابع قائلاً “كان هناك من يعتقد أن الانتصار على الجبهة الشمالية قد ينهي الجبهة الجنوبية، والآن يتصورون أن توجيه ضربة لإيران قد ينهي الجبهة الشمالية، والتي بدورها ستنهي الجبهة الجنوبية، لكن هذا يعني فقط فتح المزيد والمزيد من الجبهات”.
وأشار المصدر أيضاً إلى افتقار الحكومة الإسرائيلية إلى الاستراتيجية في عدوانها على غزة وهجماته العسكرية على جبهات أخرى في المنطقة.