الثورة – حسين صقر:
ثمة قواعد منظمة غالباً ما تصدرها النقابات المهنية والتنظيمات العمالية بغرض حمايتهم والحفاظ على سلامتهم في المؤسسة التي يعملون فيها، كما تنظم سلوكهم العام في المجال الذي يعملون فيه، ولاسيما أثناء الحوادث والظروف الطارئة من حروب وكوارث طبيعية وغيرها، وتنضوي تلك القواعد تحت مسمى السلامة المهنية.
والسلامة المهنية علم يترسخ بعدة معايير واشتراطات يجب اتباعها للحفاظ على السلامة العامة لنا ولمن حولنا، وكما يقال: السلامة للجميع فيقصد هنا أنها مسؤولية الجميع وتكاتفهم ليعيشوا في بيئة عمل آمنة ومطمئنة.
وتدخل في كل مجالات الحياة، فعند تعاملك مثلاً مع الكهرباء والأجهزة المنزلية، فلابد من اتباع اشتراطات السلامة العامة، وكذلك يجب قراءة الكتيب الخاص المرفق مع الأجهزة المراد استخدامها، وأيضًا عند قيادة السيارة فلن نستغني عن اتباع قواعد السلامة المرورية مثل اللوحات الإرشادية والشاخصات المرورية، وتعليمات التقيد بـالسرعة، وبالتالي فإجراءات السلامة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والمجتمعية والقانونية.
«الثورة» تواصلت مع الباحث في علوم السلامة المهنية والغذائية المهندس يحيى المحمد، والذي قال: إن وجود بنى تحتية مناسبة بأي منشأة، يسهم بتحقيق الصحة والسلامة المهنية بجودة عالية، موضحاً أن منظمة العمل الدولية أقرت في الثامن والعشرين من نيسان عام 2003 اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية، وذلك بهدف زيادة الوعي بدور العمال وأرباب العمل والمؤسسات في تطبيق ذلك وخلق ثقافة الصحة والسلامة التي يمكن أن تساعد على التقليل من عدد الوفيات والإصابات المرتبطة بمكان العمل، وكذلك بناء ثقافة إيجابية، وخلق توعية مجتمعية، وإظهار أهمية الالتزام بتطبيق اللوائح العالمية المتعلقة بذلك، بما ينعكس على تحسين بيئة العمل، وخلق جو من التعاون والتشاركية والحوار الاجتماعي لتحقيق ذلك.
وأضاف أن تطورات العلوم والتكنولوجيا وفرت نسباً عالية من الصحة والسلامة المهنية في مكان العمل لتحسين حياة العمال ورفع كفاءتهم مشيراً إلى أن تحقيق معايير الصحة والسلامة المهنية يتطلب التنسيق بين أطراف العملية الإنتاجية وهي الحكومة والعمال وأصحاب العمل، ونوه بالتشريعات والقوانين السورية التي كفلت سلامة العامل وحقه في حال إصابات العمل وألزمت صاحب العمل بتوفير شروط السلامة له إلى جانب نشر التوعية بين العمال للالتزام بوسائل الحماية الشخصية.
وبين المحمد أن نظام الصحة والسلامة المهنية نهج وقائي يقلل من الأخطار، مؤكداً أهمية زيادة الوعي الصحي والالتزام الإداري والمهني لتكون بيئة العمل مناسبة لتحسين الإنتاج وحماية العمال من إصابات ومخاطر العمل، وقال إنه لتوفير بيئة عمل آمنة وخالية من المخاطر يجب أن يكون ذلك شعاراً في كل منشأة يطبق فعلاً ولا يكون حبراً على ورق.
وقال المحمد: هنا يأتي دور الشركة في تطبيق ما يعرف بقواعد السلامة والصحة المهنية من خلال استقطاب عاملين جدد، والحفاظ على حياة العاملين الموجودين وحتى العملاء، لأن الاهتمام بقواعد السلامة والصحة المهنية يساعد في تعزيز السلامة النفسية للعاملين وهو ما يضاعف من إنتاجيتهم وكذلك معدل ولائهم الوظيفي للمؤسسة.