الثورة – تقرير لجين الكنج:
وسط تفاقم الكارثة الإنسانية في السودان نتيجة المعارك المتواصلة منذ منتصف نيسان 2023، قالت 8 منظمات إنسانية دولية في نداء مشترك للأمم المتحدة والمجتمع الدولي: “إن الحرب المستمرة منذ عام ونصف العام في السودان حولت حياة السكان العالقين في مناطق القتال إلى جحيم”.
ووفقاً للنداء الصادر عن المجلسين النرويجي والدنماركي للاجئين، ومنظمات “كير” و”جول” و”بلان” و”الإغاثة” و”إنقاذ الطفولة” و”سوليداريتي” الدولية، فإن الجهود المبذولة حتى الآن للحد من العنف وإنهاء معاناة السودانيين ليست كافية.
ويأتي هذا النداء بالتزامن مع الانتشار المخيف للأمراض المعدية، وارتفاع معدلات سوء التغذية وسط الأطفال، وفي حين يحاصر الجوع 26 مليون شخص في البلاد، يعاني حوالي 34 بالمئة من الأطفال سوء التغذية أو سوء التغذية الحاد.
ومع إطالة أمد الحرب، تتزايد معاناة العالقين الذين يعيشون تحت أصوات الرصاص والقصف اليومي، ويواجهون قسوة المرض ببطون خاوية، حيث يسلط النداء الضوء بشكل خاص على مأساة الأطفال، وسط غياب لأي مؤشرات على نهاية الحرب.
ووفقاً للمنظمات الثماني، فإن مدناً مثل الفاشر أصبحت “جحيماً على الأرض لآلاف النساء والأطفال، وغيرهم من الضعفاء”، حيث شهد الشهر الماضي تصعيداً إضافياً للأعمال العدائية، بما في ذلك القصف الجوي، ما عرض حياة 2.8 مليون شخص في الولاية وحولها وفي شمال دارفور للخطر.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام عربية وأجنبية، يروي العاملون في المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض قصصاً مأساوية عن أوضاع الأطفال، مشيرين إلى أن الكثيرين منهم يموتون تحت القصف الجوي أو بشظايا الرصاص، بينما يتعرض الناجون لخطر الموت جوعاً أو مرضاً.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن معدلات الوفيات بسبب تفشي الكوليرا في السودان ارتفعت إلى 3 أضعاف المتوسط العالمي، ما يعرض الآلاف من الأطفال لخطر المرض مع استمرار ارتفاع أعداد الإصابات، حيث يعوق الصراع الوصول إلى العلاج في ظل خروج أكثر من 80 بالمئة من المستشفيات عن الخدمة.
وتواجه المنظمات الإنسانية أزمة مزدوجة، فهي تعمل في ظل ظروف أمنية بالغة التعقيد ونقص حاد في التمويل المطلوب للاستجابة الإنسانية، حيث لم يوفر المجتمع الدولي حتى الآن سوى 1.3 مليار دولار، أي أقل من نصف المبلغ الذي تطلبه الأمم المتحدة، الذي يبلغ 2.7 مليار دولار.