الثورة – رفاه الدروبي:
يتميز الإعلام الإلكتروني بزيادة الانتشار وسهولة الوصول إلى المعلومات، وقلة التكاليف، وتنوع المحتوى ولكنَّ رغم إيجابياته يوجد له العديد من السلبيات والتعدي على القيم الاجتماعية، جاء هذا في محاضرة شارك فيها الإعلاميان رنا سلوم وسامر الشغري، عنوانها “الإعلام الإلكتروني.. ضوابطه وإمكانية تطوره” قدَّمها مدير ثقافي أبي رمانة عمار بقلة.
كلمات مفتاحية
استهلت الإعلامية سلوم حديثها أنَّ الإعلام الإلكتروني لابدَّ من مواكبته ورفع سويته كي يجاري التحول الرقمي السريع، وأصبحنا فيه مجرد أرقام، وإنَّ أي عمل نقوم به اليوم إذا لم تتناوله عين الإعلام ويتمُّ نشره فإنَّه لا وجود له ويتوجب علينا رفع سوية تعاملنا معه.
وعادت إلى ان نشوء الإعلام الإلكتروني كان عام ١٩٩٢ كي يؤدي الفرص المطلوبة منه، وأن يكون الأكثر مشاهدة في عدد الزيارات غير المأجورة، فكان من ميزاته أنَّه يعتمد على كلمات مفتاحية، وشكل الكتل الصغيرة وتجزئة المضمون إلى قطع ويعتمد على النص المفتوح بكمية معلومات هائلة وتحليل بيانات، وربطها بكلمات فرعية لفتح روابط تتحدث عن ذات المضمون كالشجرة بفروعها، وبدأت الشبكات الإلكترونية عام ١٩٦٢ في الدول الغربية وسمي بالنص الفائق.
كما تطرقت الإعلامية سلوم خلال حديثها إلى المرسوم التشريعي رقم ١٩ لعام ٢٠٢٤ بإحداث وزارة الإعلام المحدثة عام ١٩٦١ وتضمنت المادة الرابعة من الدستور البند السابع “إنتاج إعلام إلكتروني، متنوع وتفاعلي رقمي على الشبكة العنكبوتية، وتطويره” وعملت وزارة الاتصالات في قانون ٢٠ لعام ٢٠٢٢ في المادة ٢٤ الذم الإلكتروني والجرائم الإلكترونية كونها يعاقب القانون عليها وخاصة عدم المساس بالحشمة والحياء وهيبة الدولة.
ومن أجل تطوير الإعلام الإلكتروني يجب تغيير التفكير الاستراتيجي والابتكار والإبداع بمنهجيه عمل وسائل الإلكتروني وإنشاء مرصد إعلامي باللغات الأجنبية لمتابعة جميع ما يكتب، وينشر، والمنصات الإلكترونية من دون ذكر الأسماء، والتعاون مع وزارتي الاتصالات والإعلام لتسريع عمل الشبكة وضرورة امتلاك الصحفي لأدواته كي يستطيع أن ينشئ خطاباً وطنياً يضمن حق المواطن في الحصول على الخدمات الإعلامية بأنواعها المختلفة، وضمان حرية العمل الإعلامي والتعبير عن الرأي وذلك بربط الإعلام بالمجتمع بما يعزز الهوية الوطنية والتنوع الثقافي.
تحول جارف
بدوره الإعلامي الشغري لفت إلى أنَّ الإعلام الإلكتروني بدأ عندما نقل الصورة عام ١٩٩٦ عبر الشابكة، وبشر بالاتصال الرقمي، بسهولة ويسر عبر الأجهزة الذكية والحواسيب وأدّت إلى تحول جارف، لكن أول صحافة إلكترونية بدأت في العالم عام ١٩٧٠، وظهر أول موقع الكتروني إخباري يبث على مدى 24 ساعة متواصلة، وأصبحت صحف الدول الأوروبية تمتلك مواقع إلكترونية خلال عامي ١٩٩٤-١٩٩٦، وامتلكتها سورية بعد عامين، وكانت سباقة لدخولها لعالم الاتصالات، إذ وفرت نشر الأخبار والصور بسرعات هائلة، وجعلت أي إنسان يمكنه أن ينقل حدثاً لمدة ثانية على مسافة آلاف الكيلومترات، باعتبارها اعتمدت على فضاء الشابكة، لنشر الإعلام التقليدي كالصحافة والمجلة الإلكترونية.
تتلاءم وسائل التواصل الاجتماعي مع المتلقي الجديد حيث يتصفح جهازه اللوحي بثوان، حتى أدمن عليه وأصبح حالة تجعله يتصفحه كلَّ ثلاث ثوان، وتمكن الإعلام التقليدي من نقل نص وصورة وصوت وفيديو وصوراً متلاحقة، ما يجعل الإنسان تحت ضغط شديد لا يمكنه الهروب من ضخ المعلومات، وهناك دراسات تؤكد أنَّ الإنسان يرى في كل في يوم واحد عدد كبير من الصور كان يراها في عام كامل وبعض الأشخاص أصبحوا نجوماً من خلاله باعتباره وسّع الجمهور من دون معايير ومقاييس بنسب كبيرة وأقل معرفة ووفر التلقي السهل.
ثم أضاف أنَّ التفاعل بين الصحافة والجمهور عبر الإنترنت أدَّى إلى التحول نحو النموذج التشاركي في تأطير الأخبار، وتظهر الخطابات البديلة إلى جانب الصحافة التقليدية تخلق الصحافة الرقمية فرصة للجماهير المتخصصة، ما يسمح للناس بالحصول على المزيد من الخيارات فيما يتعلق بما يمكنهم مشاهدته وقراءته كما تفتح طرقًا جديدة لسرد القصص، من خلال المكونات التقنية للوسيلة الجديدة.