الثورة-سامر البوظة:
يتمادى الاحتلال الإسرائيلي بممارساته الوحشية بحق الأسرى الفلسطينيين على وجه العموم، فيما تجاوزت ممارساته الإجرامية بحق الأسرى من قطاع غزة مفهوم الانتقام المفرط، إذ يتعمد الاحتلال إذلالهم، ويستخدم الكلاب المتوحشة للتنكيل بهم، فضلا عما يتعرضون من تعذيب نفسي، ومنع للزيارات، وحرمان من الطعام والشراب والنوم، إلى جانب الإهمال الطبي المتعمد والعزل والقمع، وقد أدت تلك الممارسات الوحشية إلى استشهاد العديد منهم، فيما لا يزال مصير الكثيرين غير معروف، في ظل جريمة الإخفاء السري التي يقترفها الاحتلال بحقهم.
وفي هذا الإطار، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن نشر أسماء 222 من أسرى غزة المحتجزين في معسكر عوفر، من بينهم 21 أسيرا تمت زيارتهم في الفترة ما بين بداية الشهر وحتى العاشر من تشرين الأول.
وأكدت الهيئة والنادي أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض ظروف اعتقال مأساوية وصعبة على الأسرى، واصفين ذلك بأنه جزء من سياسة التعذيب والإذلال المنهجية. وأشارت الإفادات الحديثة للأسرى الذين تمت زيارتهم إلى تفاصيل مروعة حول عمليات اعتقالهم، وخاصة في فترة التحقيق الأولى، والتي تضمنت عمليات تعذيب قاسية.
كما لفتت الهيئة والنادي إلى أن العديد من أسرى غزة ما زالوا تحت الإخفاء القسري، بما في ذلك أسرى استشهدوا داخل معتقلات الاحتلال، دون أن يتم الكشف عن هوياتهم.
ونقلت الهيئة شهادة لأحد الأسرى الذين تمت زيارتهم، حيث أشار إلى أنه تعرض لتعذيب شديد أثناء التحقيق، مما أدى إلى خضوعه لعملية جراحية، ورغم ذلك أعيد إلى التحقيق على كرسي متحرك.
وفي السياق، ذكر البيان بعض المعطيات حول معاناة أسرى غزة، حيث تم اعتقال الآلاف من المدنيين خلال العدوان، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى استهداف الطواقم الطبية. وتتواصل الجهود من قبل المؤسسات الحقوقية الفلسطينية لكشف مصير الأسرى، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إليهم.