الثورة – منهل إبراهيم:
بدأت أصوات كبار جنرالات جيش الاحتلال بالتعالى، مطالبة بهدنة قريبة للقتال في قطاع غزة، بسبب نقص الذخائر، وحالة الإرهاق التي يعاني منها جنود الاحتلال.
وتزداد الفجوة بين قادة جيش الكيان من جهة، والحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو من الجهة الأخرى، بشأن طريقة التعامل مع الحرب في قطاع غزة ولبنان، فبينما يصر نتنياهو على “تحقيق النصر المطلق”، يرى الجنرالات أن هذا الهدف أصبح مستحيلاً مع الهزائم والفشل والنقص في الجنود والمعدات العسكرية.
صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية نشرت تقريراً، نقلت فيه عن مسؤولين عسكريين سابقين وخبراء وغيرهم، بأن “إسرائيل” ستواجه عما قريب نقصاً في الصواريخ الاعتراضية، بينما تعزز دفاعاتها الجوية من أجل الحماية من هجمات إيران وحلفائها.”
وقالت الصحيفة: “إن الولايات المتحدة تسارع إلى سد الثغرات في درع الحماية “الإسرائيلي”، حيث أعلنت نشر بطارية “ثاد” المضادة للصواريخ، وذلك قبيل “رد” “إسرائيلي” متوقع على إيران قد يؤدي إلى المزيد من التصعيد في المنطقة.
كما نقلت عن Dana Stroul، وهي مسؤولة رفيعة سابقة في “البنتاغون” لمنطقة الشرق الأوسط، أن “إسرائيل” تعاني مشكلةً حقيقية على صعيد العتاد العسكري.
كما نقلت عنها أنه لو ردت إيران على هجوم “إسرائيلي” وانضم حزب الله أيضاً، ستكون الدفاعات الجوية “الإسرائيلية” تحت الضغط، كذلك نقلت عنها أن المخزون الأميركي ليس مفتوحاً، والولايات المتحدة لا تستطيع أن تواصل تزويد أوكرانيا و”إسرائيل” بالوتيرة نفسها، والأمور تتجه نحو نقطة التحول.
هذا؛ ونقلت الصحيفة عن Boaz Levy، وهو المدير التنفيذي لشركة Israel Aerospace Industries التابعة لـ”إسرائيل”، والتي تنتج الصواريخ الاعتراضية لنظام Arrow المستخدمة في إسقاط الصواريخ البالستية، أن الشركة تعمل بدوامات ثلاثة من أجل استمرار تشغيل خطوط الإنتاج.
كما نقلت عنه أن بعض الخطوط تعمل 24 ساعة، طوال أيام الأسبوع، والهدف هو الاستجابة للالتزامات، كذلك نقلت عنه أن الوقت المطلوب لإنتاج صواريخ اعتراضية ليست مسألة أيام.
كما أشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم في نيسان الماضي أنه أسقط نسبة 99 في المئة من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران حينها، لكنها أردفت أن: “”إسرائيل” لم تنجح بهذا الشكل ضد الهجوم الصاروخي الإيراني مطلع هذا الشهر، حيث نقلت عن الخبراء بأن قرابة 36 صاروخاً ضربوا قاعدة “Nevatim” الجوية، وأن صاروخاً انفجر على بعد 700 متر من مقر “الموساد””.
كذلك نقلت عن Assaf Orion، وهو عميد “إسرائيلي” سابق، أن حزب الله لمّا يستخدم قدراته كلها بعد، وأنه يستخدم نسبة عشرة في المئة فقط من قدراته لإطلاق الصواريخ وفقاً لتقديرات ما قبل الحرب، حيث يطلق بضعة مئات من الصواريخ يومياً بدلاً من ألفي صاروخ.
كما نقلت عنه أن هذه الفجوة تعود جزئياً إلى قرار حزب الله بعدم استخدام كل قوته، بينما تعود أيضاً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوّض هذه القدرات، إلا أن حزب الله لا يزال لديه ما يكفي من أجل تنفيذ عملية قوية.
ونقلت عنه أيضاً أنّ الهجمات بواسطة الصواريخ والمسيّرات تستمر، بشكل شبه يومي، على حيفا وشمال الكيان.
كذلك نقلت عن المحللين أن المخططين العسكريين والدفاعات الجوية تضطر إلى اختيار مجالات معينة لحمايتها على مجالات أخرى، وأشارت إلى أنه، وبحسب الأرقام الرسمية “الإسرائيلية”، جرى إطلاق أكثر من 20,000 صاروخ على “إسرائيل” من غزة ولبنان فقط خلال العام المنصرم.
كما نقلت الصحيفة عن Ehud Eilam، وهو باحث سابق في وزارة الحرب “الإسرائيلية”، أن استنزاف صواريخ “إسرائيل” الاعتراضية ليس سوى مسألة وقت، حيث ستضطر إلى تحديد أولويات حول كيفية نشر هذه الصواريخ.
وفي سياق متصل عقدت لجنة الخارجية والأمن صباح اليوم الثلاثاء جلسة خاصة بناء على طلب عضو الكنيست موشيه تور باز، وذلك لمناقشة النقص الحاد في المعدات التي يتلقاها جيش الاحتياط في ظل التمييز بينه وبين الجيش النظامي.
حيث أشار إلى أنه تلقى عدداً كبيراً من شكاوي جنود الاحتياط بسبب التمييز بينهم وبين جنود الجيش النظامي والنقص الحاد في المعدات الأساسية التي يستلمونها من جيش الاحتلال.