الثورة:
النجاح في أي عمل هو المطلوب، والوصول للهدف هو المرام، وأحدنا يسعى ويبذل قصارى جهده لتحقيق هذا الهدف، وعندما يكون له ما أراد ومع مرور الزمن يزداد خبرة ومهنية ويشار إليه بالبنان بأن هذا الإنسان أصبح قدوة ومعلماً في اختصاصه وأصحاب المهن المختلفة يطلقون عليه اسم شيخ الكار في مهنته أو صنعته.
فإن كان معلماً أو مربياً نراه قدوة ويلجأ إليه طلاب العلم ليستفيدوا من علمه وينهلوا من ثقافته وخبرته وتوجيهه، لكن الشيء المهم عند هذا القدوة في أي اختصاص أن يتحلى بأهم أمر وهو التواضع، أما أن كان متعالياً على الآخرين فإن ذلك يساهم في انعدام بريقه كقدوة وبالتالي ينعدم متابعوه وطلابه الذين يريدون الاستفادة منه.
فإذا كان الشخص ذا مكانة علمية أو اجتماعية مرموقة فعليه بالتواضع أمام الناس وأن يرد على أسئلتهم ويمنحهم بعض وقته لمحاورتهم، وألا يغلق الهاتف بوجههم بحجة عدم وجود الوقت الكافي لديه، ومن يفعل عكس ذلك لا يعتبر قدوة، فالتكبر ليس من صفات القدوة، فالإنسان القدوة يجب أن يتحلى بالكرم والعطاء والحكمة في التوجيه والتعليم والصبر على من يعلمهم لأن الجيل لا يمكن أن يكون حاملاً الأمانة إلا إذا علمناه ووجهناه ليكون من بناة المستقبل.
لقد تعلمنا في حياتنا بأن جيلاً متعلماً وممتهناً هو الذي يسلم الجيل الجديد الأمانة العلمية والمهنية وهو القدوة الفعلية والعملية لتستمر دورة الحياة التي هي الأمل لمستقبل واعد وسعيد نتمناه جميعاً لمجتمعنا.
لذلك قالوا عن المعلم القدوة: قم المعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا، فأنعم وأكرم بمن هو القدوة في أي شيء، وهنا يحضرني في القدوة والرعاية في حياتنا الأم والأب لأنهما من يزرعان البذرة الطيبة في أبنائهما ليكونوا أبناء صالحين ولبنة قوية في المجتمع الذي نريده قوياً يسهم في بناء الوطن.
جمال الشيخ بكري
السابق