هيئة المشروعات الصغيرة ومصرف “الإبداع” على طاولة واحدة في ندوة “مشروعك الخاص طريقك إلى النجاح”

الثورة – دمشق – رولا عيسى:

على هامش ملتقى التعليم والعمل أقامت هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع مصرف الإبداع للتمويل الأصغر اليوم ندوة تفاعلية تحت عنوان مشروعك الخاص طريقك نحو النجاح بحضور مديرة الهيئة الدكتورة ثريا إدلبي ومدير المصرف أديب شرف.
الندوة شهدت طروحات وآراء شفافة تناولت المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر بكل تفاصيلها وصعوباتها والتسهيلات المقدمة.
الدكتورة إدلبي أكدت أن الهدف من الندوة تقديم الدعم لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة من رواد الأعمال الطلاب والشباب ليصبحوا قادرين على تأسيس مشاريعهم وتعزيز فكرة وأهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودورها في بناء الاقتصاد الوطني.

النهوض بالاقتصاد
وقدمت عرضاً سلطت الضوء من خلاله على أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مبينة أن كثيراً الدول النامية اعتمدت على المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة، لتحقيق التنمية الاقتصادية، واستطاعت أن تنهض باقتصادها إلى درجات متقدمة.

إيلاء الاهتمام والرعاية
وأشارت الدكتورة إدلبي إلى اهتمام الدولة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، قائلة: من هنا كان القرار بإحداث الهيئة العامة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة عام 2016 تتبع لوزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية ولديها فروع في المحافظات، وكان الهدف منها إيلاء الاهتمام والرعاية الكبيرة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتشجيع على إقامتها باعتبارها رافداً مهماً للاقتصاد الوطني، ولما لها من أهمية في خلق فرص العمل من خلال تقديم الدعم لهذه المشروعات من الناحية التنظيمية والقانونية.
الاستشارات وتذليل العقبات
وبينت  أن الهيئة تعمل على تقديم الاستشارات وتذليل العقبات أمام المشكلات التي تواجه أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة و رواد الأعمال وغالباً ما تتعلق بتأمين التمويل اللازم، إضافة إلى المشكلة المحاسبية، وهي تتعلق بوضع الموازنات وكيفية توزيع التكاليف وكيفية تحقيق المردود.
ولفتت في معرض حديثها الدكتورة إدلبي إلى وجود مشكلات إدارية تتعلق بعدم وجود ترخيص، وناهيك عن نقص الخبرة بأداء العمل فهنالك من لا يعلم ما هي المتطلبات، إضافة إلى المشكلات التسويقية الأكثر انتشاراً، وجميعها تتعلق بعدم القدرة على تقديم المنتج بالشكل الصحيح والترويج له و تقديمه للمستهلك، وغالباً ما يواجه المنتج عدم القدرة على الترويج و التسويق.
وتوضح مديرة الهيئة دور الهيئة عبر برنامج التدريب والتأهيل، فهنالك أشخاص لديهم رغبة في أن يكون لديهم مشروع صغير، لكنهم لا يملكون الوسيلة وكيفية إنشاء مشروع، وهنا تعمل الهيئة على تقديم الدورات التدريبية المتخصصة، وقد تكون محاسبية أو حرفية أو قانونية، بهدف تطوير مهارات صاحب المشروع ومساعدته على تحقيق النجاح والوصول بمشروعه، وهنالك العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي قدمت لها الهيئة يد العون تطورت وأصبحت شركات فردية أو تضامنية.
منتج ملموس
ونوهت إلى تنفيذ برنامج تأهيل رواد الأعمال ويضم دورات متخصصة لتحويل فكرة رائد الأعمال إلى منتج ملموس من خلال تعريفه بالأدوات اللازمة لإنشاء المشروع، إضافة إلى برنامج المعارض والمهرجانات التسويقية.

توسيع الدائرة
وقالت الدكتورة إدلبي: إن هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعمل على تبسيط الإجراءات ومنها مثلاً مساعدة صاحب المشروع في تسجيل مشروعه والحفاظ على العلامة التجارية، و تسعى لتوسيع الدائرة وتوقيع الاتفاقيات مع شركاء استراتيجيين لتأمين حاضنات أعمال للرواد وأصحاب الأعمال.

تأمين التمويل اللازم
وتطرقت إلى أن أغلب رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالتأكيد لديهم حاجة هامة وهي تأمين التمويل، ومن هنا تعمل الهيئة على الاتفاق مع المصارف من أجل مساعدة صاحب المشروع لتأمين التمويل اللازم، مشيرة إلى أن مصرف الإبداع للتمويل الأصغر هو أحد هذه المصارف التي تعتبر من الشركاء الاستراتيجيين مع الهيئة لتشجيع أصحاب المشاريع على إقامة أعمالهم.

15 نقطة
بدوره مدير مصرف الإبداع للتمويل الأصغر أديب أشرف أوضح أن مصرف الإبداع مختص بتمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وتم تأسيسه عام 2011 بمرسوم رئاسي ولديه 15 نقطة متواجدة على كافة الجغرافيا، وبشكل مباشر مع المتعاملين مع المصرف ممن يحتاجون لتأمين التمويل لمشاريعهم، ولديهم عدة شراكات استراتيجية مع الجهات ذات الصلة ومنها الشراكة مع هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الشمول المالي
ولفت إلى أن خدمات المصرف متنوعة والهدف الأبعد بالنسبة للمصرف تعزيز الشمول المالي، وجزء كبير منه التمويل، والوصول إلى الأشخاص غير القادرين على الحصول على الخدمات المصرفية مهما كانت أماكنهم بعيدة، إضافة للخدمات التأمينية المتعلقة بالمصرف.

وبين أن التمويل يشكل أساساً في عمل المصرف، بهدف تأمينه لشرائح رواد الأعمال، وأصحاب المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر.

المرونة
ونوه بأن المصرف يعتبر من أكثر المصارف مرونة، ومتطلباته بسيطة لأبعد حد، لتقديم مايمكن من تمويل مالي للطرف الآخر، بهدف الاستمراربة في العمل، مشيراً إلى أهمية حرص صاحب المشروع على النجاح لأن فشل مشروعه يؤثر على المشاريع المشابهة من حيث التمويل، وذلك ضماناً لحق المصرف.

30 ألف مستفيد
وأشار إلى أن مصرف الإبداع يعمل نحو القروض المولدة للدخل وليس لديه قروض استهلاكية دون جدوى، ومن هنا يتوجه إلى الفعاليات المولدة للدخل ولديهم 50 منتجاً من القروض منها ما هو لتحسين المعيشة، القروض الصحية، الطاقة البديلة لكن 90%من القروض هي لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهنالك 30 ألف مستفيد من القروض المدرة للدخل، وهي تعمل على مساعدة الأشخاص، في بداية المشروع أو لمشاريع قائمة أو منزلية.

صعوبات
ولم يخف شرف وجود بعض الصعوبات في أماكن معينة بحاجة إلى التحسين، ومن هنا يعمل المصرف للشراكة مع الجهات ذات الصلة، ومنها هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها، بهدف الوصول إلى الأشخاص، وتعريفهم على منتجات المصرف مؤكداً أنه بالتشاركية يمكن إنجاز الكثير، والعمل جار لتطوير الشراكة بهدف إتاحة قنوات إضافية.

تطبيقات موبايل
ولفت إلى أن المصرف حرصاً على الوصول إلى أبعد مكان ولتسهيل وتبسيط الإجراءات أمام المتعاملين عمل على وضع تطبيق للموبايل، يمكن أن يقدم أي شخص على القرض من خلاله.
واستمعت مديرة الهيئة ومدير المصرف إلى المداخلات والطروحات وتمت الإجابة على الاستفسارات، بهدف التعريف بخدمات الهيئة وقروض المصرف، ليتمكن رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من معرفة الآلية الصحيحة لتطوير مشاريعهم وأفكارهم، وفي مقدمتها الحصول على الاستشارات والتدريب والتأهيل، ومن ثم التمويل اللازم، وبعدها القدرة على الترويج والتصريف.