5,6 ملايين ربطة يومياً.. كيف تدير “التجارة الداخلية” ملف الخبز في ظل توافد مئات الآلاف من السوريين واللبنانيين؟
الثورة – دمشق – رولا عيسى:
تشهد البلاد تزايداً في أعداد العائدين السوريين واللبنانيين الوافدين، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، ووصل العدد إلى مئات الآلاف منذ اندلاع الحرب على لبنان.
وعليه تتوجه الأنظار نحو قدرة الحكومة على توفير المتطلبات اليومية المتزايدة، خاصة وأن سورية تعاني من آثار حرب مدمرة طالت أهم مرافقها الحيوية، وحصار اقتصادي جائر انعكس بشكل كبير على مقدرتها في تأمين المواد الأساسية، ناهيك عن الاحتلال واعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة المتكررة على حقول النفط والقمح وسرقتها.
فماذا عن مادة الخبز وتأمينها بشكل يومي؟، وكيف تدير وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك هذا الملف؟، باعتبار أن الخبز من أبرز الحاجات اليومية للمواطنين، تلك أسئلة طرحتها صحيفة الثورة في لقاء مع معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك سامر السوسي.
زيادة كميات الخبز
معاون وزير التجارة الداخلية قال في حديث خاص لصحيفة الثورة: إن تأمين مادة الخبز يجري بشكل يومي عبر المؤسسة السورية للمخابز، وفي ظل الظروف الراهنة أصبحت المخابز التموينية العامة والخاصة تنتج حوالى /5,6/ ملايين ربطة خبز يومياً، وتشكل نسبة إنتاج المخابز التابعة للمؤسسة حوالى 50% من هذه الكتلة، وتقوم مخابز المؤسسة بتصنيع كمية /2700/ طن دقيق يومياً بإنتاج يزيد عن / 2,8/ مليون ربطة يومياً، أما باقي الحاجة التموينية فتنتجها مخابز القطاع الخاص وعددها حوالى /1350/ مخبزاً.
تعاون مع لجان الإغاثة
ويضيف السوسي: أما بالنسبة للوافدين من القطر اللبناني الشقيق، فتقوم المخابز التابعة للمؤسسة بتأمين ما يقارب /9000/ ربطة يومياً، وتوزع على الأشقاء الوافدين عن طريق لجان الإغاثة المشكلة على مستوى المحافظات، والعدد قابل للزيادة في حال تطلب الأمر.
رفع الطاقة الطحنية
وحول إمكانية زيادة الكميات من الخبز مع عودة السوريين من لبنان، بين السوسي أن الوزارة كانت قد أوعزت إلى المؤسسة السورية للحبوب لرفع الطاقة الطحنية للمطاحن، ليتم تأمين مادة الدقيق للمخابز حسب الحاجة والطلب، وبحسب القوائم الرقمية التي سترد من المحافظين، والمخابز التابعة للمؤسسة جاهزة لتغطية كامل هذه الاحتياجات.
خسائر قطاع إنتاج الخبز بمئات المليارات
وحول ما خلفته الحرب العدوانية والإرهابية على بلدنا والمستمرة بالتوازي مع حصار وعقوبات اقتصادية جائرة على صعيد الخسائر على مدار 13عاماً، أكد أن الخسائر تقدر بمئات المليارات، فتكلفة تجهيز خط إنتاج مع تأمين مجموعة توليد تتجاوز حالياً الــ /1,5/ مليار ليرة سورية ، كما أن كلفة إعادة تأهيل أبنية المخابز المدمرة تتراوح مابين /1-4/ مليارات ليرة، وذلك حسب حجم الأضرار التي لحقت بالبناء جزئية أو كلية.
ولفت السوسي إلى توجه وزارة التجارة الداخلية وحرصهاً منها على استمرار العملية الإنتاجية ضمن المعايير عبر المؤسسة السورية للمخابز، حيث استطاعت خلال الــسنوات الخمس الأخيرة إعادة تأهيل حوالى /60/ مخبزاً من المخابز المتضررة بفعل الإرهاب وتركيب خطوط إنتاج فيها مع تزويدها بمجموعات توليد، وتم وضعها بالعمل، وذلك على ضوء الاعتمادات المخصصة ضمن الخطة الاستثمارية أو بنتيجة التنسيق مع المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في سورية، وبعض فعاليات المجتمع المحلي.
مشيراً إلى أن عدد المخابز التابعة للمؤسسة السورية للمخابز 288 مخبزاً، والعامل منها حالياً 218 مخبزاً، والمتضررة بالمناطق المحررة 16 مخبزاً، فيما عدد المخابز بالمناطق خارج السيطرة 54 مخبزاً.
وحول متابعة آلية ومراحل عملية إنتاج الخبز من قبل الوزارة يوضح السوسي أن السورية للمخابز تعمل على شراء واستلام مادة الدقيق التمويني من المؤسسة السورية للحبوب، وتصنيعه كخبز حسب متطلبات الحاجة التموينية وتوزيعه على المواطنين، بالأسعار المحددة ووفق مخصصات البطاقة الالكترونية، وذلك عن طريق منافذ البيع التابعة للمؤسسة (مخابز وأكشاك) أو عبر منافذ البيع الأخرى (معتمدين و صالات وجمعيات وغيرها).
ويضيف معاون وزير التجارة الداخلية: إن المؤسسة السورية للمخابز تعمل على تأمين مخازين مناسبة من المواد الداخلة بالعملية الإنتاجية، كالخميرة والملح وأكياس النايلون وقطع الغيار، وذلك بموجب إعلانات مناقصات، حرصاً على استمرارية العملية الإنتاجية.
ونوه بحرص الوزارة على تطوير قطاع المخابز الهام في توفير مادة الخبز ويعتبر أولوية في توجهات الدولة لتأمين المواد الأساسية، ومن هنا عملت المؤسسة السورية للمخابز على تحديث خطوط إنتاجها وإعادة تأهيلها، وذلك بهدف تحسين نوعية الخبز المنتج وتخفيض التكاليف.
وفيما يتعلق بإمكانية زيادة أعداد المخابز، يشير السوسي إلى أنه ثمة توجه في التوسع الأفقي لعدد المخابز، ولاسيما في الأرياف البعيدة، وذلك بالتنسيق مع المجالس المحلية (البلديات) أو فعاليات المجتمع المحلي من حيث تقديم بناء جاهز ومناسب من قبلهم تمهيداً لتركيب خطوط إنتاج عن طريق المؤسسة، وذلك لتخفيف الأعباء على المواطنين للحصول على مادة الخبز.
تحديات تواجه القطاع
ويواجه قطاع إنتاج مادة الخبز كغيره من القطاعات الصعوبات والتحديات، ويعاني من تسرب العديد من الخبرات الفنية والكوادر الإدارية المدربة بسبب انتهاء خدماتها لبلوغ السن القانوني، وعدم إمكانية طلب تمديد خدمات كون الفئات المستفيدة من قرارات التمديد لم تشمل الكوارد الإدارية (مديرين مركزيين – مديري فروع)، إضافة للعناصر الفنية (المهندسين + الفنيين).
نفقات الصيانة مرتفعة
كما يعاني قطاع المخابز مشكلة عدم توفر الطاقة، مما حتم على المخابز تشغيل مجموعات التوليد الكهربائية لساعات طويلة، وهذا ما أدى إلى تكرار إجراء عمليات الصيانة لهذه المجموعات وارتفاع نفقات إصلاحها والتي انعكست على تكاليف إنتاج ربطة الخبز.
ضعف الأجور وصعوبة العمل
إضافة إلى عزوف المتقدمين للمسابقات المركزية (دائمين وعقودا) عن الرغبة بالعمل لدى المخابز في ضوء ظروف العمل الشاقة وضعف الأجور مقارنةً مع أجور القطاع الخاص، وهذا ما أدى إلى ظهور نقص شديد بالعمالة ولاسيما في القطاع الإنتاجي، واللجوء إلى تشغيل مياومين لسد هذا النقص ليس لديهم الخبرة الكافية.
ارتفاع تكلفة إنتاج الخبز
ومن ضمن الصعوبات أيضاً.. تواجه السورية للمخابز ارتفاع تكاليف بعض مدخلات الإنتاج، ولاسيما قطع التبديل وأجور الصيانة والتي أدت إلى ارتفاع تكلفة إنتاج ربطة الخبز التمويني بشكل ملحوظ.