المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود وآليات العدو في «نتساريم» عشرات الشهداء في اليوم الـ 387 للعدوان.. والاحتلال ينسف مربعاً سكنياً بمخيم جباليا
الثورة _ ناصر منذر:
لليوم السابع والثمانين بعد الثلاثمئة على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على قطاع غزة، متسلحة بالدعم العسكري والسياسي الذي توفره الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن لمجرمي الحرب الصهاينة، في ظل عجز دولي عن إلزام الاحتلال بوقف عدوانه، الذي خلّف حتى الآن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها البطولي لقوات الاحتلال، وتكبيدها المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد على مختلف محاور التوغل في القطاع.
وفي هذا الإطار، أعلنت المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها استهدفوا جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في محور نتساريم بصواريخ قصيرة المدى.
من جهة أخرى، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف استهدف مربعات سكنية في جباليا وبيت لاهيا، وأحياء سكنية ومدارس تؤوي نازحين في مناطق متفرقة من القطاع المنكوب.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 20 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، استشهدوا اليوم وأُصيب العشرات في قصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا في محيط مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا.
كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين غرب مدينة غزة. فيما استشهد فلسطيني آخر عقب إطلاق مسيرة تابعة للاحتلال صاروخا على مجموعة من الفلسطينيين في شارع الجلاء شمالا، كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي بمنطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة. يأتي ذلك في وقت استشهد فيه ثمانية فلسطينيين بينهم أطفال ونساء، وأصابة آخرين بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
كذلك استُشهد فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون، برصاص الاحتلال غرب المخيم الجديد في النصيرات وسط قطاع غزة. فيما قصفت مدفعية وطيران الاحتلال عدة مواقع في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأطلقت آليات الاحتلال النار والقنابل الضوئية نحو شمال مخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع.
في الأثناء أفادت مصادر طبية، بارتفاع حصيلة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قصف مربع سكني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة الليلة الماضية، إلى 40 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و80 جريحا.
وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الشهداء منذ بدء حصار الاحتلال شمال القطاع ارتفعت إلى نحو ألف شهيد، مع إخراج المنظومة الصحية عن العمل.
وكان أكثر من 35 فلسطينيا استشهدوا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا يضم خمسة منازل على الأقل قرب الدوار الغربي في بلدة بيت لاهيا.
إلى ذلك واصلت قوات الاحتلال، سياسة التهجير القسري والابادة الجماعية، بحق أبناء الشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة، حيث ثمة آلاف الشهداء والجرحى حصيلة مجازر الاحتلال في شمال القطاع منذ بدء العدوان البري قبل 23 يوما، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، نتيجة الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال ومنعه إدخال الإمدادات الطبية والغذائية.
يأتي ذلك في إطار مساعي الاحتلال لإفراغ محافظة الشمال من سكانها، الذين رفضوا الاستجابة لإنذارات الإخلاء، عبر إعدام فرص الحياة، وتدمير البنى التحتية، ووقف تقديم الخدمات الإنسانية فيها.
وصباح اليوم، جدّد الاحتلال قصفه المدفعي وعمليات إطلاق النار في مخيم جباليا، وبلدة بيت لاهيا، ومحيط التوام، والصفطاوي.
كما يواصل الاحتلال قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن الشمال منذ أكثر من أسبوع، الأمر الذي من شأنه طمس الحقيقة، وعرقلة التغطية الصحافية لتلك الجرائم، ويحول دون قدرة السكان على نقلها والتواصل فيما بينهم. بالتزامن مع استمرار مساعيه لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
وفي إطار سعيه لتعطيل المنظومة الخدماتية والصحية، اقتحم الاحتلال يوم الجمعة الماضي مستشفى «كمال عدوان»، الذي كان يضم نحو 600 شخص بين مريض وجريح ومرافقيهم وطواقم طبية، بعد تجريف أسواره، واستهداف ساحته، وأمر كل المتواجدين في مبانيه بالخروج بمن فيهم المرضى، بينما فصلت النساء عن الرجال، وتم التحقيق معهم.
ويعد مستشفى «كمال عدوان» المقر الوحيد الذي واصل تقديم الخدمة الصحية بحدها الأدنى للفلسطينيين في الشمال، بعدما أخرج الاحتلال مستشفيي «الإندونيسي» و»العودة» عن الخدمة، إثر فرض حصار مشدد عليهما.