الثورة – تقرير لجين الكنج:
على بعد أيام قليلة من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من تشرين الثاني المقبل، تشتد حدة المنافسة بين دونالد ترامب المرشح الجمهوري، ومنافسته كمالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، وتتركز على ولاية ميشيغان حيث يشكل العرب نسبة مهمة من السكان.
وقد أظهرت معظم استطلاعات الرأي تقدم هاريس على مستوى مجموع أصوات الأمريكيين في كل الولايات المتحدة، لكن النظام الانتخابي الأمريكي لا يعتمد على حساب مجموع الأصوات، بل يعتمد على نظام المجمع الانتخابي.
ويتلخص ذلك النظام في أن لكل ولاية حصة معينة من أصوات المجمع التي يبلغ مجموعها 538 صوتا تتوزع على كل الولايات الأمريكية، حيث يكون عدد مقاعد الولاية متناسبا مع عدد سكانها. ولولاية ميشيغان 15 مقعداً في هذا المجمع وهي إحدى أهم الولايات التي يشتد التنافس فيها بين ترامب وهاريس.
وفي تقرير نشرته مجلة “نيوزويك” حول إمكانية خسارة هاريس الانتخابات الرئاسية بسبب أصوات العرب والمسلمين في ميشيغان. أشار معد التقرير إلى أن هاريس تواجه على ما يبدو معارضة واضحة من الناخبين العرب والمسلمين حيث تستمر في خوض منافسة محتدمة في ولاية ميشيغان في الأسابيع التي تسبق الانتخابات الرئاسية لهذا العام.
وتعتبر ميشيغان من الولايات المتأرجحة ذات أكبر تركيز للناخبين العرب والمسلمين، وهي المجموعة التي دعمت الديمقراطيين بأغلبية ساحقة في السباقات الرئاسية الأخيرة. ومع ذلك، فقد ابتعدت شرائح كبيرة من هؤلاء الناخبين عن الحزب الديمقراطي، بسبب تعامل إدارة بايدن-هاريس مع الأزمة الإنسانية في غزة.
وفي السياق ذاته تشير أحدث استطلاعات الرأي في جميع الولايات المتأرجحة، والتي تشمل ميشيغان بهامش خطأ، إلى أن هاريس تتقدم على ترامب، بنحو 3 نقاط في ميشيغان (49 إلى 46 في المئة)، وفقا لأحدث استطلاعات كوينيبياك وبلومبيرغ / مورنينغ كونسلت، وبنحو نقطتين فقط (49 إلى 47 في المئة)، وفقا لأحدث استطلاع أجرته واشنطن بوست وشار سكول للناخبين المحتملين.
وفي وقت سابق في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، ذهبت ميشيغان لصالح ترامب بهامش أقل بقليل من 11,000 صوت، بينما فاز بايدن بالولاية في عام 2020 بفارق حوالي 154,000 صوت. وتعتبر ميشيغان واحدة من ولايات “الجدار الأزرق” التي صوتت بشكل مستمر للديمقراطيين على مدى 30 عاما حتى بدا أن ترامب حطمها في عام 2016، وفاز بولايات ويسكنسن وميشيغان وبنسلفانيا، وقد استعاد بايدن هذا الدعم في عام 2020.
ويرى محللون سياسيون هذه الولايات مرة أخرى على أنها المسار الأكثر وضوحا للفوز لهاريس. وإن الفشل في الفوز بهذه الولايات من شأنه أن يجعل من الصعب جدا على هاريس الفوز في الانتخابات الرئاسية.