في ظل العقوبات الجائرة.. باحثة تنموية لـ”الثورة”: ضرورة تعاون المنظمات الدولية لاستقرار العائدين من لبنان
الثورة – دمشق- وعد ديب:
مما لا شك فيه أن عودة السوريين من لبنان بفعل الحرب الإسرائيلية، تواجه بعض الآثار، لجهة إمكانيات الدولة السورية في ظل الحصار الذي أرخى ثقله على أرض الواقع، وهنا يأتي دور المنظمات والهيئات الدولية في المساعدة على استقرار هذه الشريحة المهمة بالنسبة للمجتمع السوري.
الباحثة في القضايا التنموية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان شعبان قالت في حديث خاص لصحيفة الثورة: تعتبر عودة اللاجئين السوريين إلى الوطن ضماناً حقيقياً لهم ولأفراد أسرهم بالعيش والحياة والاستمرارية على ترابه وفي قراهم ومدنهم.
اتخاذ التدابير اللازمة
ونوهت بأن الدولة قد سهلت لهم تدابير الدخول ووفرت لهم جميع الإمكانات والتنقلات، ويسرت معاملات التسوية للشباب الذي تخلف عن الخدمة العسكرية، كما ضمنت جميع الإجراءات الأمنية المطلوبة، مضيفة أن معظم العائلات العائدة من أرياف المنطقة الشمالية الشرقية ومن ريف حلب وحمص وغيرها، وهذا طبعاً خطوة لإعادة تماسك الأسرة السورية، وضمان نمو المجتمع بعائلاته وأفراده التي هي عماد البناء والتطور والحضارة.
وأشارت الدكتورة شعبان إلى أن هناك أعداداً جيدة لدى هذه العائلات العائدة بحاجة للتعليم والدخول للمدرسة بمراحل مختلفة، وقد تولت وزارة التربية هذا الموضوع مع الحلول والتسهيلات لحل أي مشكلة، من باب الحرص على متابعة موضوع التعليم والقضاء على الأمية.
وتطرقت إلى أن معظم العائدين ممن كانوا يعملون بالزراعة والأرض في سهول لبنان وأراضيه، وبالأساس هي مهنتهم الأساسية في ريف سورية، والتي يعرفونها إضافة لبعض المهن التي كانوا يزاولونها.
سرقة موصوفة
الباحثة في القضايا التنموية والاجتماعية تحدثت عن أن هناك حقول القمح المسلوبة والمحروقة في سورية، وهي كانت خزاناً استراتيجياً للغذاء، إضافة للحبوب الأخرى والموارد الصناعية والمواشي كمصادر دعم مهمة لاستمرارية حياة المواطن السوري وعمله، وهي مسروقة ومحاصرة من المجموعات الإرهابية والاحتلالين الأمريكي والتركي، وهذا ما يشكل صعوبة أمام هؤلاء العائدين والحاجة لدعمهم من المنظمات والهيئات الدولية، مشيرة إلى الصعوبات اليومية بسبب ما خلفه الإرهاب من تدمير وحصار جائر، سواء ما يتعلق بالنقل والكهرباء.
تزايد الطلب
وأوضحت أنه مع عودة السوريين والوافدين اللبنانيين لاشك أن هناك تزايداً للطلب على مختلف الخدمات، وكذلك على استهلاك المواد الغذائية وموارد.
وتشير الدكتورة شعبان إلى أن الأهالي العائدين في أماكن تواجدهم الحالية يشكلون يداً عاملة معطاءة تستطيع الزراعة والحصاد، والعمل كقوة فاعلة في جميع المحافظات ما يساهم في تنمية المشاريع الصغيرة الريفية وخلق نوع من الاكتفاء الذاتي والتبادل الزراعي المثمر والمفيد، مع تواجد بعض الخبرات والمهارات لدى هؤلاء والتي يمكننا الاعتماد عليها وتستطيع الحصول على فرص عمل في مؤسسات وشركات خاصة وحكومية.