في كل عام و بنفس التوقيت تقريبا تتعرض محافظات طرطوس و اللاذقية و حماة و حمص لحرائق كبيرة تؤدي إلى أضرار كبيرة في الغابات و الأشجار الزراعية الأمر الذي يسبب خسائر مضاعفة قد لا تستطيع موازنة الدولة كلها تحمل تبعاتها ..
هنا لا نستطيع إلا أن نتوجه بالشكر و الاحترام لرجال و عناصر الإطفاء الذين يقدمون مجهودا مضاعفا و بغيرية واندفاع شجاع للتصدي لهذه الحرائق و اخمادها بأدوات بسيطة …
المتابع لهذا المشهد المتكرر سنويا يصل إلى نتيجة واحدة مفادها أن عدم التعاطي بجدية مع هذا الملف هو السبب الرئيس لتكرار هذه الحرائق مع إهمال واضح و انعدام الثقافة لدى البعض الذي يستهتر بهذه الثروة الاستراتيجية التي نفقدها سنويا ..
اذا دخلنا إلى عمق القضية و حاولنا دراسة المعطيات و المقدمات فإننا نصل إلى أن غياب مقومات أو نقصها هي من تزيد من حدة المشكلة و خاصة تلك المتعلقة بنقص آليات وصهاريج الأطفاء و قلة عناصر الإطفاء المدربة و عدم التعاطي بجدية مع توجيهات فتح خطوط نار بين الغابات و إهمال فتح طرق زراعية رغم أن الجهات الوصائية كانت قد أكدت في أكثر من مناسبة و رصدت مبالغ لا بأس بها من أجل هذه الغاية ..
أما موضوع مشاركة الطيران في إخماد الحرائق فلها شجون أخرى أكثر ألماً …
اليوم يتم الاعتماد على الطيران المروحي الخاص بالجيش العربي السوري رغم أننا كنا و ما زلنا بحاجة إلى طائرات متخصصة في اخماد الحرائق … أما و لمن يسأل :
لماذا لم يتم شراء تلك الطائرات في وقت الراحة فهذا يحتاج إلى جواب أهل الاختصاص آنذاك ..
الأمر الآخر المحير فعلا … هناك عدة طائرات كانت مخصصة لرش المبيدات الزراعية في المنطقة الشرقية و بعد الأزمة خرجت هذه الطائرات عن الخدمة وركنت في المطار الزراعي في طرطوس .. و السؤال :
لماذا لا يتم تجهيز و استخدام هذه الطائرات في إخماد الحرائق ؟!
أسئلة كثيرة تراود أذهان الناس.. إلا أن الجواب المقنع و المعلل غائب عن المشهد … !!