أثبتت المقاومة في المنطقة بعد إنجازاتها سواء أكان في غزة بعد أكثر من سنة من الصمود أم في جنوب لبنان بعد أكثر من شهر على الغزو البري أنها لاعب أساسي في التحولات الجيوسياسية، التي ستفرض إنجازاتها وانتصارها على تغيير النظام العالمي الجديد الذي يساعد على التخلص من الانفراد الأميركي المهيمن في المنطقة والعالم.
فالمقاومة الفلسطينية رغم مضي أكثر من سنة وشهر على العدوان الإسرائيلي ضد غزة واستخدام كل أنواع الأسلحة والتكتيكات واستخدام الطائرات والقذائف المتنوعة لم يستطع العدو الصهيوني من إسكات نيران المقاومة وأن تهدد أمن المستوطنين والكيان وتلحق الخسائر في العتاد والعدد في القوات الغازية ويرتفع سقوط المئات من تلك القوات بين قتيل وجريح.
وكذلك المقاومة الوطنية اللبنانية التي تقف بصمود بطولي في وجه العدوان الصهيوني براً وبحراً وجواً، ومنعتها من التقدم، وحتى الآن لم تستطع القوات الغازية أن تحتل تلة لبنانية واحدة بالمعنى العسكري، وباءت كل محاولاتها بالفشل.
لقد فاجأت المقاومة في غزة والجنوب اللبناني العدو الإسرائيلي، وأسقطت كل إدعاءات الردع التي يملكها، وأكدت أن هذه الحرب التي يؤكد نتنياهو أنها حرب وجودية وحرب نهائية، فعلاً ستفضي إلى نهاية هذا الكيان الغاصب المحتل، الذي ولد غريباً وغربياً، وسينتهي ويزول وجوده الغريب عن هذه المنطقة التي شهدت الكثير من الغزوات والاحتلالات وزالت واندثرت وهزمت بإرادة أصحاب الأرض الحقيقيين المرتبطة جذورهم بتراب الأرض العربية فقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر في نكسات الكيان وهزائمه أمام مشروع المقاومة.
السابق