لا شك أن لدينا الكثير من المبدعين الذين دمغوا أسماءهم على جدار الزمن فكانوا بحق منارات نسير على خطاها عبر السنين، مسيرتهم حافلة بالأحداث وهواجس الروح، والأفكار العميقة، ولهذا تركوا آثاراً من الصعب أن تُطمس بعد رحيلهم …
ما دفعنا للحديث هو أن الأيام القليلة الماضية شهدت إقامة ملتقيات مهمة في العديد من المحافظات قدمت مزيجاً متكاملاً من مختلف الحقول المعرفية والثقافية، وربما الملفت للانتباه هو ملتقى “الأديب حنا مينة للإبداع الروائي” الذي أقيم في محافظة اللاذقية، و قدم مسيرة “مينه” التي أضاءت على حياتنا ونقلت أفراحنا وهمومنا، فهو الذي كتب وقدم لنا الكثير فكان الروائي وصاحب التجربة الفريدة من نوعها داخل سورية وخارجها.
في حين جاء الملتقى الثاني تحت شعار (الأدب هوية وإبداع)، الذي أقامته مديرية ثقافة درعا بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب في المحافظة، وهو مهرجان أبو تمام للشعر بنسخته الحادية عشرة على مسرح دار الثقافة، وتناول المهرجان مسيرة الشاعر وإسهاماته الأدبية التي ألهمت الأجيال.
اليوم في زحمة الشعر والشعراء وغزو التكنولوجيا ووسائل التواصل واجب علينا أن نقيم هذه الملتقيات التي تبني أبراج المعرفة، وتفتح أبواب الحوار وتقدم الفرصة لالتقاء الأفكار والرؤى لتتوّج رحلة الثقافة الطويلة، فهي تتحدث عن مبدعين سوريين لا يمكن لنا أن ننسى ما قدموه من إرث وتاريخ من العطاء والإبداع، وهي بالمحصلة استمرار للرسالة التي ستبقى عالية، فللزمن صفحاته التي يبوح بها كل حين وحين إن لمثل هؤلاء يستحقون الكثير، فهم ساطعون كما الشمس في وطن يستند إلى تاريخ متجذر ويتطلع إلى مستقبل لا مستحيل فيه.