موضة المتممات مستمرة

غريب أمر بعض المسؤولين لدينا، يتفننون ويطبقون أبدع الأفكار لتداول مصطلحات تجعل المواطن بحيرة فعلاً عن كيفية توصلهم إليها، في حين تضيق المفردات والأفكار ويغرقون في الصندوق التقليدي عندما يتعلق الأمر بالحلول والمعالجات الجذرية لملفات وقضايا وأزمات تتوالى على طاولة المسؤولين بالنقاش والبحث منذ سنوات دون تحقيق نتائج تذكر.

ففي وقت ترزخ فيه الطبقة العاملة تحت ظروف معيشية واقتصادية صعبة وقاسية وغير مسبوقة، خاصة لجهة ضعف الأجور يتقدم رئيس اتحاد العمال بمقترحه ومطالبته الحكومة بتعزيز متممات الرواتب في حال عدم القدرة على زيادة شاملة على الرواتب، وتناسى أن العاملين بقطاعات عديدة بالدولة حرموا من المكافآت والحوافز منذ نحو عامين، وأن المتقاعدين يشكلون جزءاً لايستهان به من العاملين، وهؤلاء لن يحظوا بتلك المتممات بحال تنفيذها.

وموضة المصطلحات واللعب على الوقت وحاجة الناس ليست وليدة اليوم، فقبل سنوات قليلة طرح أحد الوزراء في ظل أزمة حقيقية لرغيف الخبز وتردٍّ كبير في جودته إدخال مغذيات دقيقة على الخبز كالفيتامينات والمعادن لدعم صحة المواطن بعد أن وصل مستوى دعمه الغذائي -خاصة الأطفال- لمستويات متدنية مع تراجع تواجد قائمة كبيرة من المواد كالخضار واللحوم بأنواعها على مائدته.

طبعاً فعلت هذه الطروحات سواء متممات الرواتب أو المغذيات كما هو متوقع حالة من الأكشن في الشارع السوري وبقراءة بسيطة لمجموعة كبيرة من التعليقات عليها تلمس أن الناس في وادٍ والمعنيين في وادٍ آخر والأكيد أن التعليقات لم تخل من المقترحات العملية والمفيدة والقابلة للتنفيذ إذا أراد صاحب القرار فعلاً ذلك، ولكنهم يصرون على المضي بسياستهم التقليدية المغلفة حالياً بالشعار الأبرز وهو التفكير خارج الصندوق والبعيدة عن الواقع، والأهم المثيرة للتساؤل مع أن ما يمكن العمل عليه وتنفيذه بمختلف القطاعات كبير ومتاح.

عدم رفع سقف التوقع والعمل ضمن الإمكانات المتاحة وإطلاق الوعود الوهمية، لا تعني أبداً عدم القدرة على امتلاك الإدارة الكفوءة للموارد القليلة واستثمار كل الطاقات البشرية وترغيبها لا تطفيشها من العمل، وتعدد الخطط القابلة للتنفيذ عند أي طارىء أو أزمة لتبنى الخطة الأنسب بما يتوافق مع ظروفها وتحدياتها للتخفيف قدر المتاح من تداعياتها على الناس، وأكثر ما نخشاه أن يتقوقع بعض المعنيين ضمن دائرة الحذر المطلوب، ولكن لا يلغي التوجه أيضاً للجرأة في اتخاذ القرار والتعامل بحزم مع العديد من الملفات وفي مقدمها الفساد لأنه العلة الأشد خطورة وتأثيراً على الوطن واقتصاده.

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟