الثورة – الشارقة – سعاد زاهر:
حلّ الموسيقار العالمي عمر خيرت ضيفاً مميزاً على معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 43 التي انطلقت تحت شعار “هكذا نبدأ”، وتألق بعفويته وكلامه الملهم، في لقاء خاص مع الإعلامية القديرة منى الشاذلي، أخذ خلاله زوار المعرض من عاشقي سيمفونياته وألحانه في رحلة عبر مشواره الفنيّ الطويل مع الموسيقا، متحدثاً عن أسرار شغفه بالفن منذ طفولته، مستنداً في حديثه إلى كتابه “المتمرد.. سيرة حياة عمر خيرت”.
بداياتٌ فنية راسخة
في بداية الجلسة عبرّ خيرت عن سعادته الكبيرة بوجوده في الشارقة، ومشاركته في تظاهرة ثقافية كبيرة بحجم معرض الشارقة الدولي للكتاب، وقال: “سعيدٌ للغاية بزيارتي للشارقة، ودعوتي لحضور فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذه الدورة، فهذه أول مرة لي هنا، ويسعدني جداً أن أقدم موسيقاي وأحاسيسي في هذه الإمارة، ومع كل هذا الجمهور”.
وتطرّق خيرت للحديث عن بداياته الموسيقية، ونشأته في كنف عائلةٍ مثقفةٍ، محبة لمختلف أنواع الفنون وبالأخص الموسيقا، وكيف تأثر بموسيقا عمه الموسيقار الكبير “أبو بكر خيرت” المهندس الذي صمم المبنى المخصص لأكاديمية الفنون ومعهد الكونسرفتوار، والذي أصبح أول عميد له، وعن هذا الأثر قال خيرت: “منذ طفولتي كنت أشاهد حفلات أبو بكر خيرت في الأوبرا، وتمنيتُ أن أكون مثله يوماً ما، وفي النهاية سلكت الطريق نفسه لكن بأسلوبي الخاص”.
الدرامز والبيانو.. رفيقا الرحلة
وخلال حديثٍ شيقٍ مُدارٍ بتمكنٍ وحرفية من قبل الإعلامية الكبيرة منى الشاذلي، فتّح خيرت قلبه للجمهور وتحدث عن عزفه في ستينيات القرن الماضي على الطبول “الدرامز”، الذي كان مرادفاً من وجهة خيرت الشاب للحرية والشباب والجموح الستينياتي، وخصوصاً كما يقول خيرت إنه لعب “الدرامز” بعد أحداث يونيو 1967م، فجاء وكأنه صرخة مدوية عن الألم الذي شعر به هو وكل أصدقائه والعرب جميعاً، ثمّ بعدها بسنوات اتجه عمر خيرت للعزف على البيانو الآلة التي وصفها خيرت بأنها “أم الآلات الموسيقية”.
موسيقا عربية عالمية
وتوقف خيرت عند مفاهيمه الفنية، وأهدافه التي وضعها نصب عينيه حين قرر تأليف موسيقاه على البيانو، الذي يعدّ آلة غربية بامتياز، تختلف كلياً عن موسيقا الشرق، وقال في هذا الصدد: “نحن كشعوب عربية نحب الغناء، وتجربة أن يكون هناك موسيقا خالصة لم يكنْ مألوفاً من قبل، لذلك حين ألفتُ أولى مقطوعاتي ليلة القبض على فاطمة، طلبتُ من المنتج أن يطبعها في شرائط، لكنه خاف من الفكرة ورفض تقديمها كموسيقا خالصة خارج الفيلم، في النهاية أقنعته وطبع 3000 شريط فقط، لكنها لاقت رواجاً كبيراً وأحبها الناس، في تلك الأثناء كان هدفي الوحيد أن يكون لدينا موسيقا عربية عالمية تتناغم مع القوالب الموسيقية الغربية، وتظل محتفظةً بهويتها الشرقية النغمية”.