الثورة – ترجمة رشا غانم:
كشفت الأشعة السينية، وأخيراً، اللغز خلف حفظ المومياء المصرية بكفن ليس له فوهة، حيث فهم العلماء كيف تم حفظ المومياء تشينيت آا لمدة 3000 عام بهذه الطريقة.
ولسنوات، بحث الباحثون عن فوهة التجويف، ووجدوا فقط فتحة صغيرة بالقرب من قدميها ولكنها لم تكن كبيرة بما فيه الكفاية لتناسب جسدها، وإن الافتقار إلى الفتحات الظاهرة أو نقاط الدخول في كفن تشينيت ترك العلماء سابقاً غير قادرين إلى الوصول لبقية رفاتها، ولكن الأشعة المقطعية قد أجابت على بعض الأسئلة التي أتعبت العلماء لسنوات عديدة.
ومن جانبه، قال جي بي براون، كبير حفظة الأنثروبولوجيا:” عندما أجرى الفريق مسحاً للكفن من خلال ماسح الأشعة المقطعية، تمكنوا من مشاهدة الجانب السفلي بدقة أكبر، حيث استطاعوا رؤية وجود درز ينزل من الخلف وبعض الربط”.
وقدر الباحثون في متحف فيلد في شيكاغو أنها كانت في أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات من عمرها عندما توفيت، وأكدت الجهود التفصيلية لإعدادها للحياة الآخرة أنها تتمتع بمكانة اجتماعية عالية.
وقد كشفت الفحوصات الجديدة أن تشينيت عاشت في الفترة المتوسطة الثالثة من مصر، خلال الأسرة الثانية والعشرين ولا تزال في حالة مدهشة، وتمكن الفريق أيضاً من تمييز المعلومات حول عمرها ونظامها الغذائي وكيف أعدها المحنطون للحياة الآخرة.
هذا ودرس الباحثون مومياوتين من أصل 26 تم عرضها في متحف فيلد في أيلول لمعرفة كيف تم إعدادهما للحياة الآخرة، وباستخدام التكنولوجيا للأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد، قاموا بإنشاء صور بالأشعة السينية للهياكل العظمية والتحف التي تم احتواؤها داخل التوابيت لآلاف السنين.
وكان الجانب الأكثر غرابة في نعش تشينيت هو حقيقة أنه لا يبدو أن هناك أي طبقات أو فتحات من شأنها أن تسمح للمحنطين بوضع جسدها بالداخل.
ومع ذلك، كشفت الفحوصات ثلاثية الأبعاد أنه بدلاً من بناء الكرتون حول الجسم، كما كان معتاداً بالنسبة للمصريين القدماء، إلا أنه تم إنشاء التابوت أولاً ثم تم تخفيفه باستخدام الرطوبة بحيث يكون مرناً ويمكن تشكيله حول المومياء.
ووضعت المحنطات حشواً في قصبتها الهوائية حتى لا تنهار عندما وقفت في وضع مستقيم، بينما تم قطع شق من أعلى التابوت إلى أسفله ووضعوه فوق جسدها الملفوف، وبعد أن وضعوا الجزء الخلفي من التابوت، وضعوا لوحة خشبية عند قدميها وربطوها في مكانها لمنعها من التحرك أثناء تشكيل التابوت.
وقال الخبير:” هذه طريقة رائعة حقاً بالنسبة لنا للنظر إلى من هم هؤلاء الأشخاص- ليس فقط الأشياء التي صنعوها والقصص التي اختلقناها عنهم، ولكن الأفراد الفعليين الذين كانوا يعيشون في هذا الوقت”.
وقد لاحظوا أيضاً أن تشينيت آا كانت ملفوفةً بطبقات من الكتان باهظ الثمن وموضوعة في تابوت كرتون مزين- وهو نوع من القوالب المطلية بألوان زاهية تشبه الورق المعجن الذي كان مخصصاً لدفن النخبة، وعلى عكس المومياوات الأخرى التي تم وضع أعضائها الداخلية في أوعية منفصلة مع أبناء حورس الأربعة على الأغطية، اتخذ المحنطون نهجاً مختلفاً بالنسبة لتشينيت-آ.
وأظهرت عمليات المسح أنه في حالتها، قام المحنطون بإنشاء حزم تم وضع الأعضاء فيها بجانب ستة تماثيل شمعية لأبناء حورس وتم إعادة إدخالها في تجويف الجسم.
وأبناء حورس الأربعة هم إمستي، وهو الإله برأس الإنسان الذي يحمي الكبد، وحابي الذي كان له رأس قرد البابون ويحمي الرئتين.
أما الشخصان الثانيان فهما دواموتف، الذي كان له رأس ابن آوى وكان مخصصاً لحماية المعدة بينما كان قبسنوف ذو رأس الصقر يحمي الأمعاء.
كما أظهرت الصور أنها فقدت عدة أسنان، وبدت على الأسنان المتبقية علامات تآكل كبير، مما يشير إلى أن طعامها يحتوي على حبيبات الرمل التي أدت إلى تآكل المينا، وكشف أيضاً أن المحنطين استبدلوا عينيها بعيون صناعية لضمان عدم تدهورها بمرور الوقت.
المصدر – ديلي ميل