كانت مكتبات الرصيف تشكل ظاهرة مهمة في حياة الكثيرين ممن يتابعون المشهد الثقافي ويبحثون عن كتاب ما، قد لا تتوفر طبعته القديمة أو ربما الحديثة بنسخها القليلة، فكم هي غريبة المصادفات التي يمكن للمرء أن يواجهها في هذه المكتبات، فمثلاً أن تقع عينك على كتاب مهم ربما كنت تبحث عنه منذ زمن طويل، لا شك أن مكتبات الرصيف تقوم بدور الوسيط بين الباحث عن الكتاب، وبين من هو موجود لديه وليس بحاجته، وربما يريد مبادلته بكتاب آخر، والأهم هو المكان الذي يرتاده المثقفون والفقراء والباحثون عن المعرفة فيتحول المكان إلى منصة للحديث والنقاش الجميل حول الكثير من القضايا الثقافية.
هذه المكتبات جزء من رئة المدينة التي تنبض بالحياة ففيها تختلط الكتب والصحف، البائعون والمشترون لايكترثون لعصف الهواء وهجمات المطر بل يسيرون إليها ليتصفحوا أجمل الكتب وأندرها، فهي تقدم خدمات جيدة لمتابعي الإصدارات الثقافية وحتى للطلاب الذين يبحثون عن المراجع والكتب العلمية.
هذه الظاهرة افتقدناها الآن، ربما سيطول وقت الانتظار ريثما تؤمن محافظة دمشق مكاناً مناسباً للمكتبات، وهنا نقول إن المبادرة التي كانت قد أطلقت في دمشق تحت عنوان (بدل كتابك القديم بجديد) لا ندري أين أصبحت أو هل مازالت قائمة؟.
ما نتمناه أن تُطلق مبادرات جديدة تحتفي بالكتاب بقديمه وجديده وتكون عوناً لطلابنا الذين يرغبون باقتناء الكتب والمراجع، وهذه المبادرات يجب أن تقودها مؤسسات ثقافية وتربوية وفكرية بجهود مشتركة.