الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قال الزعيم الصيني شي جين بينغ إنه مستعد للعمل مع الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة دونالد ترامب، وذلك أثناء لقائه بالرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في ما يتوقع أن تكون المرة الأخيرة.
وقال الرئيس شي خلال اجتماعهما لمدة ساعتين تقريباً على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بيرو “إن الصين مستعدة للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة للحفاظ على التواصل وتوسيع التعاون وإدارة الخلافات، من أجل السعي لتحقيق انتقال سلس للعلاقات الصينية الأمريكية”.
ورغم أنه لم يذكر ترامب بالاسم، إلا أن شي أشار إلى المخاوف المتجددة من حروب تجارية جديدة وتوترات دبلوماسية قد تجلبها سياسات ترامب عندما يعود إلى البيت الأبيض في كانون الثاني، مضيفاً أن “الانفصال أو تعطيل سلسلة التوريد ليس حلاً”.
وقال شي إن البلدين يجب أن “يضخا المزيد من اليقين” في عالم مضطرب.
وخلال حملته الانتخابية، تباهى ترامب بنهج متشدد تجاه الصين، ووعد بزيادة الرسوم الجمركية إلى 60% على الواردات الصينية، والتي قد تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار من السلع. كما وعد ترامب بإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا “في غضون 24 ساعة”، وهو ما يخشى البعض أن يعني تقليص تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا أو دفع البلاد إلى خسارة الأراضي لصالح روسيا.
والواقع أن التراجع العام عن الصراع قد يفسح المجال أمام الصين للتدخل كوسيط، مما يزيد من حضورها على الساحة العالمية.
وقال بايدن لشي إن الزعيمين لم يتفقا دائماً لكن مناقشاتهما كانت دائماُ “صريحة” و”صادقة”.
وقال “لا يمكن لبلدينا أن يسمحا لأي من هذه المنافسة بالتحول إلى صراع، هذه مسؤوليتنا، وعلى مدار السنوات الأربع الماضية أعتقد أننا أثبتنا أنه من الممكن إقامة هذه العلاقة”.
وكان أحد القضايا التي اتفق عليها الزعيمان هو أن البشر، وليس الذكاء الاصطناعي، يجب أن يتحكموا في قرارات استخدام الأسلحة النووية.
وقال البيت الأبيض في بيان “أكد الزعيمان على ضرورة الحفاظ على السيطرة البشرية على قرار استخدام الأسلحة النووية. كما أكد الزعيمان على ضرورة النظر بعناية في المخاطر المحتملة وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري بطريقة حكيمة ومسؤولة”.
ولم يتضح ما إذا كان البيان سيؤدي إلى مزيد من المحادثات أو اتخاذ إجراءات بشأن هذه القضية. لكنه مع ذلك يمثل خطوة هي الأولى من نوعها بين البلدين في مناقشة قضيتين كان التقدم فيهما بعيد المنال: الأسلحة النووية والذكاء الاصطناعي.
وتضغط واشنطن منذ أشهر على بكين لكسر مقاومة طويلة الأمد لمحادثات الأسلحة النووية.
واستأنفت الدولتان لفترة وجيزة المحادثات على المستوى الرسمي بشأن الأسلحة النووية في تشرين الثاني، لكن تلك المفاوضات توقفت منذ ذلك الحين، حيث أعرب مسؤول أمريكي رفيع المستوى علناً عن “إحباطه إزاء استجابة الصين”.
وتلقي العودة الوشيكة لترامب إلى البيت الأبيض بظلال قاتمة على المحادثة، حيث لا يزال من غير الواضح ما الذي تعنيه ولايته الثانية بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
وكان من بين إعلانات ترامب السريعة عن مرشحين لمناصب حكومية تعيين السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو وزيراً للخارجية والممثل الجمهوري مايك والتز مستشاراً للأمن القومي، وكلاهما أعربا عن وجهات نظر متشددة بشأن الصين.
وهنأ شي ترامب على فوزه في الانتخابات في بيان صدر في وقت سابق من هذا الشهر، قائلاً إن بلديهما يجب أن “يتفقا مع بعضهما البعض في العصر الجديد”.
وقال شي “إن العلاقات الصينية الأمريكية المستقرة والصحية والمستدامة هي في المصلحة المشتركة لكلا البلدين وتتماشى مع توقعات المجتمع الدولي”.
ولكن في تصريحاته المعدة سلفاً في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في وقت سابق من الأسبوع، تبنى شي لهجة أكثر تشاؤماً ، قائلاً إن العالم “دخل مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحول” وقدم تحذيرات غامضة من “انتشار الأحادية والحمائية”.
المصدر- الغارديان