الثورة – ديب علي حسن:
من مكتبة الرصيف، اخترنا اليوم كتاباً مهماً وماتعاً وجديداً في موضوعه حمل عنوان :
“حديقة الحيوان”…وهو من تأليف إلياس سعد غالي …
حمل في صفحته الأولى إهداء إلى الشاعر الراحل عبد الكريم الكرمي أبو سلمى، بتاريخ ٧_١٢_١٩٧٨م وتوقيع المؤلف .
– لماذا هذا الكتاب..؟
يقول المؤلف: أثناء كتابتي مقالاً نشر في مجلة المسرة اللبنانية في العدد ١٩٧٤/٦٠٠ بعنوان: «أبو العلاء المعري وصوم الدهر وتركه أكل اللحم» خطر لي خاطر : لماذا لا يكرم أبو العلاء عالمياً وفي نطاق دولي، وهو أول من دعا إلى الرفق بالحيوان ؟.
وهذا الخاطر ولَّد في نفسي الشعور بواجب القيام بمسعى ما في سبيل خدمة الشاعر العربي العظيم أبي العلاء الذي أعز الادب العربي والعرب كثيراً، وانفرد دون سائر الشعراء والكتاب بذاك الشعور الرقيق الذي ما داناه فيه أحد من الناس نحو تلك المخلوقات الضعيفة البائسة، فأقدمت اعتباراً من أيلول ١٩٧٤ على كتابة الرسائل العديدة وتبادلها مع الأستاذ الكبير حسن الكرمي في لندن، ثم مع الجمعية الملكية للرفق بالحيوان، والجمعية الدولية للرفق بالحيوان في لندن والأونيسكو في باريس عارضا الفكرة، حاضاً على عمل شيء لإكرام هذا الانسان الذي دعا منذ ألف عام الى الرفق بالحيوان كحيوان، وذلك بنشر طابع بريدي دولي يحمل رسمه واسمه ويخلد ذكره، أو تسمية مؤسسة دولية باسمه، أو صنع وسام يسمى «وسام أبي العلاء المعري»، يمنح للأشخاص الذين يعتبرون جديرين به أو الاحتفاء بذكره مع الاشخاص الذين تكرمهم الجمعية لافكار هم المفيدة للجمعية ومبادئها وأهدافها في المناسبات الدولية، أو اقامة تمثال نصفي لأبي العلاء في مداخل الجمعية وفروعها في العالم كله أو في قاعات اجتماعاتها، أو بأي طريقة أخرى..
وفي النهاية تقبلت الجمعية الدولية للرفق بالحيوان الفكرة بكتابها المؤرخ في ۲۰ آب ١٩٧٥، مرحبة بما قدمته إليها من معلومات مفصلة عن أبي العلاء ومؤلفاته وما ترجم منها ومن ترجمها، ووعدت بدراستها من اللجنة المختصة في الموضوع بأقرب فرصة، وقد أبدت رغبتها في الاطلاع على ما كتبه أبو العلاء بخصوص الرفق بالحيوان، مما حداني على التفكير جدياً، فعلى العمل بنشاط على جمع أبيات اللزوميات المتعلقة بالحيوان.
ثم تساءلت لماذا لا تجمع أبيات اللزوميات الأخرى حسب أهم المواضيع التي حازت اهتمام المعري؟ وها قد أنجزت جمعها كلها وسأبذل قصارى جهدي لنشرها تباعا تحت عنوان: «حدائق اللزوميات التي تضم كل منها ما قاله المعري في احدى النواحي الهامة مثل: الله، الشرائع، القضاء والقدر ، الروح، الموت، الخير والشر، العقل، البشر، المرأة والنسل، النفاق والكذب، الدنيا، التشاؤم، الخمر، الأصدقاء، الغني، الزهد، الشباب والشيب، الملائكة والجن، الكواكب الارض، هذا بالاضافة إلى حديقة مستقلة تشتمل على الأبيات التي تنضوي تحت أحد هذه العناوين، لما في ذلك من خدمة لأبي العلاء للمثقفين عامة، ومن تسهيل لكل من يرغب في دراسة ناحية من نواحي أبي العلاء الهامة التي أشرنا اليها، ومعرفة ما قاله بخصوصها حصراً في لزوميات.
ولزوميات أبي العلاء المعري، هذا الديوان الشعري الضخم الفريد وإن لم يكن من كتب العقائد والدين، فهو سجل تأملات المعري إنه الخاصة التي انتقد فيها عادات الناس وأخلاقهم ومذاهبهم ونظمهم السياسية والاجتماعية.
يقع الكتاب في ٣٠٠ صفحة من القطع الكبير .