قلعة حلب وعوادي الزمن

الثورة – ديب علي حسن:

حلب المدينة الشامخة الصامدة العالية وثغر الدفاع عن الأمة، تزهو بقلعتها التي تحدت عوادي الزمن وظلت شامخة تقاوم.
قلعتها
يقول خير الدين الأسدي: وقيل إن بانيها هو سلوقس نيكاتور، لكن ما وجد فيها من آثار كالمعبد الحي المكتشف وغيره، يؤكد أن تل القلعة كان مركزاً دينياً هاماً للمدينة تجمعت فيه معابد الآلهة: حدد، شمش، سين، عشتار، هيبت، أتارغاتيس، وأنه أضحى أكروبول المدينة في العهد الهيليني ثم أصبح القلعة العسكرية المنيعة في العصور الإسلامية.
تقع القلعة على جبل مشرف على المدينة، ممنعة بسور، وكان لها بابان، رممها أبو عبيدة بعد الفتح بسبب زلزلة أصابتها قبله، امتنعت على نقفور فوكاس أيام سيف الدولة، وجددت أسوارها عدة مرات، حصنها الملك غازي بن صلاح الدين.
ثم خربها المغول تخريباً شنيعاً وأحرقوا مقام إبراهيم (ع)، فيها، كما خربها تيمور لنك، واستمرت خراباً إلى أن جاء الأمير سيف الدين حكم فأمر ببنائها وفي سبيل ذلك هدم حكم قنطرتين هما: باب القوس البراني وباب القوس الجواني، وكان ينحصر بينهما سوق الخيل، وبنى بحجارتهما البرجين على باب القلعة الفوقاني وبنى قصراً على سطح البرجين.
وكان في القلعة جرس كبير معلق على أحد أبراجها الغربية، يدق ثلاث مرات في الليل، فرض تعليقه الصليبيون على الملك رضوان بن تاج الدولة تتش حين احتلوا انطاكية.

ولم تكن القلعة مسكناً لملوك حلب فقصورهم في المدينة، وبعد أن أحرق نقفور قصر سيف الدولة في وادي قويق في منطقة الفيض على بعد كيلو متر واحد من السور سكن ابنه القلعة.. على أن أول من اتخذ القلعة مسكناً دائماً هم بنو مرداس، وصارت سنة للملوك بعدهم، ثم ما لبثت القلعة لعدم استقرار الأمن أن غدت حياً ملكياً مغلقاً على عامة سكان حلب، وقد أقام فيها السلاجقة وأحدث ممر تحت الأرض إليها.
وفي مقام إبراهيم (ع)، فيها دفن رأس النبي يحيى (ع)، ظهر سنة ٤٣٥ هـ في حجر منقور ببعلبك فنقل إلى حمص ثم إلى حلب، وبعد أن خرب المغول القلعة نقل الرأس إلى الجامع الكبير.
وعدد ابن شداد أسماء عشرة مساجد فيها، منها: مسجد النور، ومسجد الخضر، ومسجد الخزانة، ومسجد الدركاه الكبيرة، ومسجد الدركاه الوسطى، وكان فيها فرن ونحو مئة دار وحمامات، حتى كانت زلزلة سنة ١٢٣٧هـ، حيث هدمت أكثر ما فيها من الدور وهجرها سكانها إلى البلدة.
وفي الأعياد والاحتفالات كان في القلعة عدة مدافع تطلق في السلطانية ورمضان، ثم أبطلت هذه العادة، وفي عام ۱۹۸۱ أحيط خندقها بسور جميل.
حلب القلعة والمدينة وكل حي فيها تراب مقدس لن يستطيع أي عدوان في العالم أن ينال منها.
قد يعيث فساداً ويدمر، لكنها المارد الذي ينهض ويزيل غبار التعب عنه ويبعث الحياة من جديد.

آخر الأخبار
غياب الرقابة وتمادي الشاغلين.. أرصفة حلب بلا مارة! أول برلمان في سوريا بلا "فلول" الأسد شح المياه يهدد اقتصاد درعا.. نصف الرمان والزيتون في مهب الريح الجفاف يخنق محصول الزيتون وزيته في تلكلخ تمثيل المرأة في البرلمان لا يتجاوز 3%.. والأحمد يؤكد: الرئيس الشرع سيعمل على تصويبه الجفاف وآثاره المدمرة.. ضرورة التحرك لمستقبل مستدام الهبيط المدمّرة تنتظر مزيداً من الجهود لإزالة الأنقاض وعودة الحياة دبلوماسيون يشيدون بسير الانتخابات..تنظيم وشفافية تعكسان مرحلة جديدة من الاستقرار قطر تؤكد دعمها لإعادة إعمار سوريا وبناء دولة المؤسسات والقانون بيان مشترك بين سوريا والأردن يؤكد نجاح التعاون الأمني في مكافحة تهريب المخدرات بيع أصول الدولة أو خصخصتها.. هل نضحي بالمستقبل من أجل الحاضر؟! خبير اقتصادي يحذّر من فاقد يتجاوز 40 تريليون ليرة بعد انتخابات شفافة ونزيهة هذه هي مطالب أهل السلة من اتحادهم الجديد 4 أندية مستمرة بدون هزيمة في الدوريات الكبرى استعداداً لكأس العرب.. وديتان للمغرب مع مصر والكويت الإصابة تُبعد سينر عن دورة شنغهاي للتنس اليوم طائرتنا الأنثوية مع الأردن مونديال الشباب.. النرويج ونيجيريا وفرنسا آخر المتأهلين لدور الـ 16 وخروج مصر تجربة نموذجية تعبر عن اتجاه سوريا الجديدة ترامب ينشر خريطة الانسحاب داخل غزة.. وتحضيرات لمؤتمر القاهرة