الثورة – غصون سليمان:
ما إن أزيح عن مصير الواقع الميداني الذي يشهده الشمال السوري غشاوة الأعين وما يجري فيه من انفلات إجرامي يفوق التصورات للمجموعات الإرهابية المباغتة والمعتلة بكل شيء إلا بإجرامها.. حتى تبعثرت جميع الأسئلة والتكهنات وفاضت التقولات والتحليلات في جميع الاتجاهات كل من وجهة نظره وعقيدته ومبادئه.
وما إن أصدر الجيش العربي السوري بيانه الأول.. موضحاً الرؤية الخلفية والدوافع والأسباب التي يطمح إليها أردوغان العثماني، والكيان الصهيوني، والولايات المتحدة الأمريكية، ومن لف لفيفهم..
حتى انتفض الكبرياء الذي لم يغب يوماً ولم يخمد في نفوس أبناء هذا الشعب السوري الأبي بكل عزيمة للحفاظ على كرامته وسيادته..
لسنا بحاجة إلى رفع المعنويات، ولا التخفيف من حجم المخاطر الوجودية.. فأبناء القوات المسلحة الباسلة والشباب المتطوع بأعمارهم المختلفة ممن يؤمنون أن الأرض عرض، والسيادة لا تتجزأ، وهذا الوقت هو للتضحية والفداء ورد العدوان الباغي المصنع فكراً وإجراماً، وليس للمناكفات الذي ضحى هؤلاء بمستقبلهم وأرواحهم وحياتهم من أجل عزة وكرامة سورية.
هو اليوم الدرع الواقي والحصين والمؤازر عند شعب خبر كل أنواع المخاطر عبر تاريخه النضالي الطويل قديمه وحديثه.
اليوم ونحن في حالك الظروف المصيرية يتوجب علينا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، أن نكون على مستوى المسؤولية الوطنية التي تتطلب منا أولاً، وقبل كل شيء استنهاض حالة الوعي الحقيقي وإدراك واسع لكل ما يجري من حولنا، وخاصة على صعيد الحرب الإعلامية التي طوع لها الأعداء كل الأذرع التقنية من صغيرها إلى كبيرها وجندوا لها شياطين المعمورة، كل بلباس مختلف، لبث الرعب والقلق والأهوال والويلات والأكاذيب والتضليل المتعدد الجنسيات، كسلاح فعال يستبق حسم المعارك.
لكن حصاد الوهم سرعان ما يتلاشى عند شريحة الذئاب وأهل الغدر، لطالما عيون السوريين الشرفاء- مدنيين وعسكريين- لا تنام، معادلتهم.. مع كل تحول مصيري لحياة الشعب والوطن ..”خلي السلاح صاحي، صاحي”.
الرحمة والسلام لشهداء الوطن، أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، والشفاء التام لجرحى الصبر والعزيمة.