الثورة – حسين صقر:
غالباً ما يكون الرجل منشغلاً بكثير من الالتزامات خارج المنزل، لتأمين متطلبات المعيشة التي لا تنتهي، خاصة إذا لم تكن زوجته عاملة أو موظفة، وهنا يختلف الوضع عن غيره عندما تكون زوجته في مجال العمل مثله.
ففي الوقت الذي تطلب فيه الزوجة إصلاح بعض الأعطال، يتم تأجيل ذلك في كل مرة، إما لأنه عائد متعباً، أو لتراكم الديون عليه، وإما لمشكلة حدثت معه في العمل أو على الطريق، وتكون حالته النفسية بوضع يرثى لها.
تأتي طلبات الزوجة المحقة، ولكن الظرف غير مناسب، ونتيجة لذلك ترتفع الأصوات وتبدأ الخلافات، وتبادل الاتهامات بالتقصير وعدم القيام بالواجبات.
“الثورة” التقت بعض الفعاليات المختلفة، والتي عبَّرت عما يحصل في المنازل نتيجة وقوع عطل طارئ ما في جهاز كهربائي، براد، غسالة أو صنبور ماء أو طاولة أو قفل باب وماشابه.
دون جدوى
السيدة “ر.س” قالت في هذا الجانب: كلما حصل عطل معين أخبر زوجي عنه، فيقول: عندما أفرغ أصلحه، وتمضي الأيام وتتراكم الأعطال، ويوماً بعد آخر، ينظر إلى ما حوله فيرى أن الأجهزة والأدوات المعطلة باتت كثيرة ويصعب البدء بها، وخاصة إذا كانت بحاجة للصيانة خارج المنزل، هنا الطامة الكبرى، لأنها تزايدت، وبالتالي أصبحت التكاليف أكثر، وهنا تبدأ الخلافات وكل منا يبدأ بتحميل المسؤولية للآخر، ولكن من دون جدوى، لأن ما حصل بات من الماضي، وعلينا بالإصلاح شئنا أم أبينا.
– أصلحها من غير علمه..
بدورها “ع. م” قالت: أخاف أن أقول لزوجي، إن شيئاً ما تعطل، لأن الدنيا سوف تقوم ولن تقعد، وكأنني وراء سقوط روما، ويبدأ بكيل الاتهامات بأنني لا أداري أغراض وأدوات المنزل وأسيء الاستخدام، فأضطر لإصلاح الأعطال بنفسي مرات عديدة، أو أستعين بإخوتي أو أسلافي أو الصيانة خارج المنزل كي لا يحملني تلك المسؤولية.
– لا أراكمها..
من ناحيتها قالت “ن. ح”: إن زوجي والحمد لله مرن بذلك، وما أكاد أخبره عن عطل ما، حتى يقوم بإصلاحه فوراً، ويقول دائماً: لا تؤجلي شيئاً، ولهذا يبقى ذهني مرتاحاً ولا تحصل أي مشاحنات، ولكن في ذات الوقت ينبهني دائماً كي أحسن استخدام الأجهزة والأدوات.
– أضعها في خطتي الخمسية..
من جانبه ذكر “ح. ق” مبتسماً: إنني أضع الأجهزة والأدوات المعطلة ضمن خطتي الخمسية، وأؤجل إصلاحها حتى أكون مرتاح البال صافي الذهن، وانتظر يوم عطلة أو أفرغ يوماً للإصلاح بيدي أو آخذها للصيانة في حال ليس لدي الخبرة بذلك.
من ناحيته عبر “س. ذ” عن استيائه وغضبه عندما يخبره أحد في المنزل، بأن شيئاً ما تعطل، لأنه يكره ذلك، ويشعر بأن الذهاب إلى عامل أو معلم الصيانة أشبه بالعقوبة، نتيجة عدم مصداقية البعض منهم، والمعاملة السيئة والخدمة غير المحمودة من قبل البعض، فضلاً عن أنه لا يستطيع الإصلاح بيده.
بالنتيجة هناك بعض الضغوطات المادية والمعنوية التي تمنع أرباب وربات المنازل من إصلاح المعطل، ولاسيما أن تكاليف ذلك باتت باهظة، والمواطن غير قادر على القيام بكل ما يطلب منه.