مراسل الثورة في بحلب فؤاد العجيلي:
ستحتضن دمشق مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيجمع أبناء الوطن ضمن كلمة واحدة عنوانها “سوريا الحرة”.. سوريا التي ولدت من جديد بفضل تضحيات الثوار الذين كتبوا بتضحياتهم ودمائهم التاريخ الجديد لولادة سوريا.
ولأهمية الجانب الديني والروحي التقت صحيفة الثورة عدداً من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي في حلب.
رسالتنا هي الارتقاء بالوطن
رئيس دائرة التوجيه والإرشاد الديني في مديرية أوقاف حلب- الشيخ محمد ألماز نسأل الله التوفيق والسداد لما يحب ويرضى.
إننا نرى في هذا المؤتمر جمع شمل أبناء الوطن بكل أطيافهم العرقية والدينية والسياسية والاجتماعية في بوتقة واحدة، تكون نواة لتأسيس مجلس استشاري يمهد لتشكيل حكومة وبرلمان يضم كل شرائح المجتمع السوري ضمن لحمة وطنية، وأن تسعى هذه الحكومة إلى الرقي بهذا البلد الذي دمره النظام البائد إلى مراقي الدول الحضارية اقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً.
وأضاف: نحن في سوريا نجتمع في بوتقة واحدة ضمن حكومة وطنية تسعى لتحقيق مصالح أبناء الوطن على مختلف أطيافهم ودياناتهم، مسلمون، ومسيحيون، ومذاهبهم وكلنا يعلم أن الطائفة العلوية عموماً بريئة من أفعال الطغاة حافظ وبشار الأسد وزبانيتهم المجرمة، ولهذا فإننا لا نحمل أبناء هذه الطائفة وزر ومساوئ الطاغية وزمرته، بل نبرئهم من ذلك، ومن هذا المنطلق فإننا دعاة توحيد لأبناء الوطن تجمعنا المحبة والسلام، ومنذ اليوم الأول لتحرير حلب التقينا مع إخوتنا في الإنسانية “المسيحيين” وأوضحنا لهم المعاني السامية لديننا الإسلامي، وبأنهم شركاؤنا في بناء الوطن، لهم مالنا وعليهم ما علينا، أعراضهم أعراضنا وحمايتهم واجب علينا.
وختم حديثه بالقول: نأمل من الله أن يكون هذا المؤتمر فاتحة خير وبركة لوطننا ولشعبنا، فنحن أبناء وطن واحد ورسالتنا هي الارتقاء بهذا الوطن.
هدفنا رفعة الوطن
راعي أبرشية حلب وتوابعها لكنائس الاتحاد المسيحي الإنجيلية القس عبد الله حمصي قال:
إن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب له أهمية كبيرة لمستقبل سوريا الجديدة، والتاريخ يؤكد لنا أن سوريا بلد فريد مميز على جميع المستويات ومنها التنوع المجتمعي الذي فيها، فهي تضم أطيافاً عديدة يجمعهم عيش مشترك واحد، وهذا يتطلب وعياً كبيراً لنرى كل أطياف المجتمع فاعلة في بناء مستقبل سوريا.
وأشار إلى أنه يتوقع من مؤتمر الحوار الوطني أن يرسم خارطة طريق لبناء دستور جديد يكفل لكل مواطن من كل الأطياف أن يعيش مواطنة كاملة غير مجتزأة ولا تخضع لأي تصنيفات ضيقة.
وختم حديثه بالقول: نحن كشريحة سورية مسيحية متجذرون في واقع بلدنا، نريد أن تمتد أيادينا لتتشابك مع كل أيادي المجتمع لرفعة هذا الوطن الذي نعتبره لجميع السوريين.
تكريس المنظومة الأخلاقية
إمام جامع الشيخ طه في حلب الشيخ عبد القادر الشامي:
الحمد لله الذي أنعم على هذه الأمة بالأمن بعد الخوف وبالعز بعد الذل وبالاجتماع بعد الفرقة، الحمد لله الذي أرانا نهاية الظالمين وعاقبة الطغاة والفاسدين والمستبدين.
إذا كان العالم كله يشكو من ضياع الشخصية الإنسانية وسحق ذاتية الفرد، فإن الشعب العربي السوري كله يجب أن يصرخ بعنف وينادي بقوة هائلة عظيمة لاسترداد قيمة الفرد وعالم الذات، لأن الشعب العربي السوري قد اضطهد اضطهاداً ذريعاً وانطمر تحت أكوام كثيفة من الأعوام الفاسدة والمؤامرات المدبرة منذ بداية استقلاله إلى هذا اليوم الذي هو يوم التحرير الكبير، فتحررت كل سورية من الظلم والقهر والفساد والاستبداد.
ولنعلم جميعاً أن المجتمعات إذا أرادت أن تعيش حرة وسعيدة يجب عليها أن تتحلى بمكارم الأخلاق قبل العبادة، فرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ومن هذا المنطلق الكريم نؤكد أن الدين هو سلوك وقيم وأخلاق حسن إدارة ونزاهة وشرف، فالدول المتقدمة وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم لأنها تمسكت بمكارم الأخلاق، وهي لا تملك جوامع تذكر، فالدين لله والوطن للجميع.
ولذلك نريد سوريا حرة أبية، سوريا الواحدة الموحدة، سوريا الأم التي تجمع كل أبنائها، نريد سوريا الحضارة والتاريخ ذات الدين الوسطي الذي يجمع كل الأديان السماوية (لا نفرق بين أحد من رسله).
وإن نظام سوريا البائد أرادها ذليلة، فإذا هي اليوم عزيزة بأبنائها.. وأرادها ضعيفة، فإذا هي اليوم قوية بأبنائها.. وأرادها طائفية، فإذا هي اليوم لحمة وطنية بحكمة شيوخها وثقافة شبابها، هذه هي سوريا التي نريد أن نراها في مؤتمر الحوار الوطني.
تعزيز التلاحم الوطني
مدير العلاقات العامة للطوائف المسيحية في حلب جورج بخاش:
أتوجه بالتهنئة لأبناء الوطن بمناسبة تحرير سوريا من النظام البائد، والبدء ببناء جديد يسهم فيه كل أبناء الوطن، ولهذا فإننا نأمل من مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده خلال أيام في دمشق، نأمل أن يجمع كل أطياف المجتمع السوري، من أجل تبادل الأفكار والرؤى التي من شأنها تعزيز التلاحم بين أبناء الوطن لما فيه الخير والصلاح للوطن والمواطن، وأن نسعى لعودة أبنائنا الذي هاجروا بسبب الإجراءات التعسفية التي كان يقوم بها النظام البائد وطغاته المجرمين.
#صحيفة_الثورة