الثورة – ترجمة هبه علي:
عندما كنت طفلاً صغيراً، كنت مفتوناً ببرامج الخيال العلمي التي تتحدث عن السفر عبر الزمن، حيث تقفز الشخصيات إلى سنوات قادمة ومع ذلك لا يزالون قادرين على التعرف على معالم مدينتهم، فقط ليجدوا أنفسهم في واقع غير مألوف.
في الآونة الأخيرة، لا أستطيع إلا أن أعيد النظر في تلك القصص، لأنها تبدو وكأنها تتكشف هنا في سوريا حيث تغير كل شيء بشكل كبير في فترة قصيرة.
قبل الاضطرابات السياسية التي اندلعت في الثامن من كانون الأول 2024، وهو اليوم الذي سقط فيه النظام البائد كان الشعب السوري يندهش في كثير من الأحيان من طلقات نارية غير مبررة تتردد من بعيد.
وبعد شهر، أصبح التجوال في شوارع دمشق أكثر طمأنينة. فالمدينة تبدو كما هي على السطح، ولكن الفارق واضح لا لبس فيه.
لقد انفتحت الشوارع التي كانت محاطة بنقاط التفتيش في السابق: حيث يبيع الباعة الوقود الآن في أماكن كانت في السابق تحت حراسة الجنود، بينما يلتقط الناس الصور ويستكشفون القصور الرئاسية وغيرها من المعالم التي اعتادوا مشاهدتها فقط على التلفزيون الوطني.
وفي غياب شرطة المرور، تطوع شباب يرتدون سترات عاكسة ــ بعضهم في العشرينيات من العمر ــ للحفاظ على حركة المركبات وسط أبواق السيارات والتلويح بها من جانب السائقين والمارة.
عادت المقاهي إلى الحركة مرة أخرى، وبدأ المتسوقون يكتظون بالأسواق التي أعيد فتحها.
لقد أصبحت بعض السلع التي كانت محظورة وغير متاحة في السابق متاحة الآن في السوق ــ على سبيل المثال، تُباع أحدث طرازات الهواتف بأسعار تنافسية. وظهرت ماركات الشوكولا والبسكويت الأجنبية على رفوف المتاجر، وأصبحت السيارات ــ التي كانت باهظة الثمن في السابق تحت وطأة الرسوم الجمركية المرتفعة ــ تُدرَج الآن بأسعار أقل كثيراً.
عندما أتحدث مع الأصدقاء، أشعر بأننا جميعًا في حالة تغير مستمر، ونحاول إعادة اختراع أنفسنا لهذه المرحلة الجديدة.
في خضم هذا المشهد، يتردد الدبلوماسيون الأجانب على الساحة، ويلتقون بقادة الحكومة السورية المؤقتة. وتثير زياراتهم التفاؤل بشأن إمكانية إعادة دمج سوريا في الساحة العالمية واحتمالات تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد.
المصدر-Xinhua
#صحيفة_الثورة