الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
بعد أن تحرروا من عائلة الأسد وأجهزتها القمعية الوحشية، يظل السوريون في غاية السعادة بسبب الانهيار المفاجئ لنظام حكم من خلال استغلال الخوف والمراقبة والترهيب، واللجوء إلى التعذيب الوحشي والقتل العشوائي عندما فشلت كل الوسائل الأخرى.
يقول بسام القوتلي، رئيس حزب الأحرار السوري الليبرالي: “يمكنك الآن أن تتجول في دمشق دون أن تواجه نقاط تفتيش، ودون أن تضطر إلى رؤية صور بشار الأسد في كل مكان. لقد اختفت تماثيله، وكذلك اختفى الخوف من التعرض للمضايقات في كل منعطف على يد أتباعه”.
يعيش القوتلي صدمة العودة، ففي الأسبوع الماضي عاد إلى مدينته بعد 28 عاماً في المنفى. وقال لصحيفة بوليتيكو: “كنت قلقاً من أنني لن أتعرف على أي شيء، لكن قلب المدينة لم يتغير على الإطلاق”. وهو لم يواجه أي مشكلة في عبور الحدود من لبنان على الرغم من انتهاء صلاحية جواز سفره السوري. وقال :”لقد ختموا فقط قطعة ورق إضافية”.
وبمجرد وصوله إلى دمشق، وجد القوتلي أن “الناس يشعرون بقدر من التفاؤل والأمل الذي تشوبه الكثير من الأسئلة: “هل ستكون هناك مشاكل أم لا؟ هل سيستعيدون الديمقراطية أم لا؟
لقد بذل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قصارى جهده لطمأنة الدول الغربية بشأن انتقال شامل يحترم الطوائف الدينية والأقليات العرقية في البلاد.
كما أن الشرع يمارس ضغوطاً مكثفة، على أمل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقود من الزمن من أجل إعادة بناء البلاد التي دمرتها الحرب.
وبفضل دعم تركيا والحكام العرب في الخليج، الذين يحرصون جميعاً على تأمين صفقات إعادة الإعمار مع حكام سوريا الجدد، فقد تمكن من إحراز تقدم كبير.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الإدارة الأميركية عن إعفاء المعاملات والأعمال التجارية التي تتم مع مؤسسات الحكم الانتقالي من العقوبات لمدة ستة أشهر، بهدف تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية. وبعد اجتماع رفيع المستوى عقد في الرياض نهاية الأسبوع الماضي، وافق وزراء الخارجية الأوروبيون الآن على الاجتماع في نهاية هذا الشهر لمناقشة رفع العقوبات. وكانت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا على وجه الخصوص تدفع باتجاه تخفيف العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحفيين “إن ألمانيا تقترح اتباع نهج ذكي في التعامل مع العقوبات، وتوفير الإغاثة للشعب السوري، فالسوريون الآن بحاجة إلى عائد سريع من انتقال السلطة”.
ومن المؤكد أن هيئة تحرير الشام في إدلب وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، ركزت على الحكم والتوصيل الفعال للخدمات المحلية.
ووفقاً لدراسة أجراها منقذ عثمان آغا من معهد الشرق الأوسط، فإن هيئة تحرير الشام “اتبعت استراتيجية لبناء الشرعية، وتبنت خطاباً قومياً ثورياً وأشركت زعماء القبائل وأعيان المجتمع”. وبناءً على ذلك، تمكنت بعض مجموعات المجتمع المدني من العمل وتمكنت الفتيات من حضور الفصول الدراسية، على الرغم من استمرار فرض بعض القيود.
ومن جانبه، قال الشرع إن إدلب قد لا تكون النموذج الذي ينبغي أن تتبعه سوريا في المستقبل، وأعلن عن بدء حوار وطني، وقال أيضاً إن الانتخابات قد تستغرق ما يصل إلى أربع سنوات.
المصدر- Politico
#صحيفة_الثورة