لنبدأ بالتفصيلة الأولى من العنوان، وهي الجسم الرياضي الذي كان ولا يزال يدعى الاتحاد الرياضي العام، وماعدا كلمة رياضي في التسمية، فإن الكلمتين الباقيتين تثيران شجوناً في النفس وشكوكاً حول قابلية إعادة تأهيل كتاب عنوانه يحمل كلمة اتحاد وكلمة عام.
لا تخطر على بال سوري رياضي كان أم لم تكن، هاتان الكلمتان إلا وتعلو وجهه ابتسامة مكر مخلوط بسخرية ويستحضر ذهنياً معهما الأروقة والدهاليز والمكاتب الفاخرة والأموال المنهوبة والسيئات من دون الحسنات، والعجرفة رغم انعدام الكفاءة.
تعجرف يستند على دعم من جسم مخابراتي غير رياضي، ولا شيء فيه من الرياضة سوى أنه يتقن الركض برشاقة النمر الوردي، عندما تحيط به عيون الليوث الحقيقية.
جسم هزيل وفاسد ومصنع على مدى عقود في مكاتب مخابرات النظام البائد، بناه على شفا جرف هار، وسادته (هويمينات) مصغر هامان، ففي الشرق ساد هويمين حرامي نفط، غسل قذارة أهله كلهم بالرياضة، وفي الغرب هويمين تاجر حشيشة ومخدرات، تنافسا طويلاً على صدارة دوري دعي دوري المستنقعات، بأموال لم يحلموا بها.
جسم رياضي لا يوجد فيه أي من مقومات الرياضة، وعقل اكتسب الغباء من الذين ساندوه ورعوه، عدا عن الغباء الشخصي طبعاً.
وكأن من صمم هذا الجسم كان يضع شرطاً وهو أن تتجاوز نسبة الغباء في العضو 99% كنسبة انتخابات كبير الأغبياء، حتى يضمن أنه لو دخل في الجسم واشتكى عضو آخر لا يتداعى له لا بالسهر ولا بالحمى.
جسم لا يمكن تطويره ولا الوثوق به، مبني من القواعد ككل النقابات البائدة على شفا جرف هار من الفساد، ويبدو استبداله من القواعد حلاً وحيداً.