الثورة – ميساء العلي:
دول عديدة قام اقتصادها على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأصبحت فيما بعد من أهم الاقتصادات في العالم كالهند والصين وألمانيا.. للأسف تجربتنا مع المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة، كانت فاشلة لغياب الإرادة أيام النظام البائد وكل ما جرى مجرد خطط مكتوبة على الورق.
اليوم ومع الإدارة الجديدة لسوريا، لابد أن تكون من أول أولويات الاقتصاد السوري دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتكون البنية الأساسية للاقتصاد للمرحلة القادمة.
أهمية كبيرة
يقول المحلل الاقتصادي شادي سليمان في حديثه لـ”الثورة”: إن المشاريع المتناهية الصغر والمشاريع المتوسطة ذات أهمية كبيرة في أي اقتصاد، لكن بنفس الوقت إن هذه المشاريع تتطلب وجود رأس المال اللازم لعملها، وتسهيل إجراءات الترخيص لها، وإيجاد جهة واحدة تشرف عليها حتى لا نقع بنفس الأخطاء التي كانت في زمن النظام البائد.
مقترحات
ويرى أن هناك عدة مقترحات لتحسين قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، منها على سبيل المثال تسهيل الترخيص الصناعي والحرفي، وتوحيد جهات التخطيط والترخيص والإشراف والرقابة في مجالي المؤسسات الصناعية والحرفية، وإعادة النظر بكل التشريعات النافذة وبتكوين حدود مسؤوليات الجهات القائمة حالياً، بمعنى إيجاد جهة واحدة تُشرف على هذا القطاع، ولا ضير أن يكون هناك وزارة خاصة لهذا القطاع كونه سيكون حامل الاقتصاد السوري للمرحلة القادمة.
كلمة السر
بلغة الاقتصاد فإن المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي كلمة السر في تنمية الاقتصاد – أي اقتصاد- فهي تلعب دوراً محورياً في محاربة مؤشري الفقر والبطالة وتمكين الفئات المحتاجة من إقامة هذه المشاريع، لذلك لا بد من إعادة النظر في هذا القطاع ووضعه على السلم الصحيح، فإذا ما نجحت المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فإنها ستستقطب العدد الأكبر من اليد العاملة، إضافة إلى إسهامها في زيادة إيرادات الضرائب والرسوم على منتجاتها.
أخيراً..
هناك مقولة مشهورة كان يرددها على الدوام المهاتما غاندي وهي تعود للاقتصادي الألماني شوماخر “كل ما هو صغير جميل”، وهذا ما جعل الهند تحفر بصمة لها بين دول العالم في تجربة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهذا يجب أن يكون دافعاً لنا لدعم هذا القطاع الذي يعتبر أساس مستقبل الاقتصاد السوري للمرحلة القادمة.
#صحيفة_الثورة