يتفق الجميع أن عودة الاستقرار والأمان للبلاد لن يكونا إلا بتحقيق السلم الأهلي فيها، لبلد استغل نظامه الساقط كل الألاعيب والفتن لزرع الشقاق والكراهية بين أبنائهـ ودفع الجميع أثماناً باهظة أفقدتهم الأمان وعكرت حياتهم.
اطمأن الجميع اليوم بعد أول خطاب رسمي للرئيس أحمد الشرع حين وضع في صلب الأولويات للمرحلة القادمة أولى الأهداف تحقيق السلم الأهلي وملاحقة المجرمين عبر عدالة انتقالية، وشدد على كلمة حقيقية، خطوات بناء الدولة وخصوصية المرحلة الانتقالية، مدركاً ضرورة ترتيب البناء وتماسكه، داعياً الجميع للمشاركة.
حددت الأهداف والخطوات العريضة اليوم ورتبت الأولويات، ويبقى علينا جميعاً ترجمتها لأفعال وحقائق على الأرض والواقع، بدءاً من الحكومة بوزارتها المختلفة، إلى جانب المجتمع المدني ومؤسساته، كل معني بترجمة الأولويات إلى برامج عمل تفصل المهام والخطط التفصيلية لنصل فعلاً إلى الاستقرار والسلم الأهلي والعدالة الانتقالية الحقيقة لا العشوائية ولا الانتقامية.
إن النجاح الحقيقي سيكون بالإقرار والاعتراف بالمسؤولية والمعالجة عبر الآليات القضائية والقانونية أولاً، وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك ونبذ التعصب والتطرف وتكريس مبدأ المواطنة والحقوق والعدالة إلى جانب الشراكة والمصالحة.. والمطلوب اليوم الإسراع بحماية السلم الأهلي، لأن فقدان الأمان والسلم يعني عدم التقدم خطوة واحدة في أي مجال آخر وخاصة اقتصادياً ومعيشياً، وبات الوضع المعيشي والحياتي للناس أكثر من كارثي وتئن البلاد بالفقر لغالبية الناس مع عقوبات اقتصادية جائرة وبنية تحتية مدمرة شبه كلياً.
والمطلوب إلى جانب الترجمة الحكومية لبرنامج العمل الرئاسي وتسريع تحويله إلى وقائع أن تتعالى الأصوات الوطنية الصادقة لنتسامى على الجراح، ولنشجع على روح التسامح والمصالحة الوطنية والحلول السلمية، والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من الجميع، فكفى لعذابات السوريين، وآن الأوان أن نخفف عنهم القهر والظلم والتنكيل والتهجير واللجوء..
تجرأ القائد وبرجولة نادى اذهبوا وأنتم الطلقاء فهل نلتف حول دعوته صادقين!

السابق