الثورة – ميساء العلي:
تطوير التشريعات والقوانين الاقتصادية باتت حاجة ملحة في ظل الوضع الجديد لسوريا، بحيث تنعكس تلك القوانين والتشريعات بشكل إيجابي على الاقتصاد.
تدوير الزوايا
التغير في البنى التشريعية لا يعني الاستهتار ولا يعني العبث، بل يعني أن ثمة حاجات حيوية للناس لم يعد بمقدور القوانين الحالية تلبيتها، وبالتالي هي تحتاج إلى تدوير زواياها، لتغدو أكثر قابلية على تقديم الخدمة المثلى للناس بعيداً عن الروتين وشكل التشريع لا جوهره.
معقدة التطبيق
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي في حديثه لـ”الثورة”: إن التشريعات الاقتصادية من قوانين وأنظمة وإجراءات كانت في مجملها صعبة الفهم، معقدة التطبيق، كثيرة التأويل، سريعة التبديل، بطيئة الأثر، متعددة الاتجاهات.
ويضيف أن التشريعات الاقتصادية والمالية والنقدية والتجارية كثيرة ومتنوعة وتضم تفصيلات يصعب تطبيقها وإجراءات معيقة للعمل الاقتصادي التنافسي، وتدابير وأنظمة وجدت ليتم تجاوزها بطرق غير نظامية وفساد لا حدود له.
الحرية التنافسية
ويقول خربوطلي: إن الممنوعات قبل المسموحات كانت دوماً في تشريعاتنا والعقوبات القاسية، تسبق دوماً إجراءات التوعية والتثقيف والمواطنة.
وبحسب الخبير الاقتصادي- فإن الاقتصاد السوري اليوم وهو يعيش حالة الحرية التنافسية بحاجة لثورة تشريعية من نوع جديد، وكذلك بالنسبة لأهداف التشريعات وقياس أثرها في الضبط والإشراف والتشجيع، وفي الاختصار والإيجاز وإصابة الأهداف بدقة دون الدخول في تفاصيل الشيطان، وثورة في سهولة التطبيق ورضا قطاع الأعمال عن نصوص هذه التشريعات وآليات التنفيذ، بمعنى إلغاء ما لا لزوم له وإبقاء المفيد فقط لمرحلة الاقتصاد الحرّ التنافسي.
ويضيف أن المطلوب أيضاً ثورة في دعم وتشجيع الأعمال التنافسية، وكذلك في القضاء على الاحتكار والفساد والرشاوى.
تحاكي الواقع
ويرى أننا بحاجة لقوانين وتشريعات جديدة متجددة عصرية تحاكي المتغيرات الاقتصادية العالمية وتواكب انفتاح الأسواق وتماشي تطورات الأعمال الإلكترونية والريادية.
ويختم كلامه بالقول إن التشريعات الاقتصادية المرنة والسهلة التطبيق والمصيبة لأهدافها والمحفزة لاستقطاب الاستثمارات المحلية والخارجية والمعززة لمناخ الإبداع والابتكار والمشجعة لبيئة سهلة لممارسة الأعمال هي المطلوبة في قادمات الأيام، فلترفع مقصلة التشريعات على كل ما هو غير مفيد ومعرقل منها لتعلن بدء مرحلة جديدة من العمل الاقتصادي الناجح.
#صحيفة_الثورة