الثورة – همسة زغيب:
يُصنع خبز الصاج (الملوح) الذي تشتهر به محافظة السويداء منذ القدم، فهو ثقافة وتراث يعبر عن هوية وثقافة، ويصنع من دقيق القمح الكامل ويُشكل ويُخبز على موقد الصاج، وهو عبارة عن رغيف خبز مستدير كبير الحجم ورقيق وقد اشتهر خبز الصاج في العديد من المحافظات السورية، وما زال يعدّ ويُخبز بالطريقة القديمة التقليدية ذاتها ويعجن ويقطع ويخبز على صاج موقده من الحطب، أما اليوم فيقوم معظمهم باستخدام الغاز بدلاً من القش أو ما يسمى “القصل” كما أكدت السيدة أم أحمد الناعم، المقيمة في قرية شقا في الريف الشرقي لمحافظة السويداء، فإن خبز الصاج بلدي ومغذٍ وعمره أطول في التخزين، وعن طريقة تحضره تشير إلى أنه بداية يصوّل القمح ثم يطحن ويخزن، من أجل إنجاز خبز التنور الصاج، أو الطلامي.
وأضافت أنها تقوم بعجن العجينة بيديها بطريقة تقليدية وقديمة ورثتها من والدتها وجدتها، وتقوم بتقسيمها على شكل أقراص عريضة كبيرة رقيقة جداً، وتضع على طبق يسمى “صاجاً” وهو صفيحة معدنية منبسطة، لتخبز الأرغفة من أجل طعامهم اليومي، وعلى الرغم صعوبة صنعه، مازال خبز الصاج يأخذ صنعه حيزاً مهماً في حياة الكثيرين من سكان بلدة اعتادوا على تناوله.
تقوم أم أحمد بوضع القصل وقليل من مادة المازوت في التنور وتشعل النار، وعندما يسخن الصاج تأخذ قطعة العجين المكوّرة وتسمى الترويجة، وتضعها على المرقّة وهي عبارة عن وجه مسطح من الخشب يرتفع بعلو 10سم، وتفرد وتمدد بالضغط عليها براحتي اليدين والأصابع لتعطي شكلا دائريا، وترفعها وتلوّح بها في الهواء باستعمال كفي اليدين والساعدين فتتمدد أكثر، وكلما تكررت العملية كلما أصبحت الدائرة أوسع وأصبح العجين أكثر رقّة حتى يصل قطر رغيف العجين الذي يلوح في الهواء إلى حوالي 80 سم حسب براعة المرأة.
ثم تمددها على “الكارة” وهي ذات شكل دائري تشبه الوسادة المستديرة، وتقلبه فوق الصاج فيلتصق الرغيف بالصاج الساخن، ويبقى حتى ينضج، فينتزع عنه رغيفاً رقيقاً وهشاً وأشقر، ثم يوضع فوق طبق من القش المصنوع يدويا حتى يبرد.
#صحيفة_الثورة