الناجية من مجزرة حماة هدى سراقبي: أعدموا 11 شخصاً من عائلتي وأحرقوا 35 من عائلة واحدة بحي البارودية

الثورة – راغب العطيه:
بقيت مجزرة حماة التي ارتكبها المجرم حافظ الأسد عام 1982 طي الكتمان أكثر من نصف قرن، وما يعرف عن عدد ضحاياها وحجم الدمار سوى مجرد عموميات، واليوم بعدما سقط نظام بشار الأسد أصبح المهموس به والمسكوت عنه قابل للتوثيق والتداول.
وكشفت هدى سراقبي إحدى ضحايا المجزرة أنها واحدة من عائلة تتكون من 11 شخصاً لم يبق منها سوى هي وأختين لها، واحدة لم تكن موجودة في البلد أثناء المجزرة، والثانية نجت معها من المجزرة بالرغم من إصابتها عدة إصابات.
وتحدثت الناجية سراقبي عن أحداث بستان السعادة التي جرت في العام 1981 وقالت: نزل الجيش من القلعة وبدأ بإخراج الشباب من البيوت ويتم تجميعهم كل 8 أو 10 تحت القلعة مقابل المنازل ويقومون بإطلاق النار عليهم بدون رحمة، مشيرة إلى أن 2 من أخوتها وخالها وابن خالها وأبناء الجيران تم صفهم على سور القلعة وتمت تصفيتهم أمام مرآى الأهل، وبعد ذلك عادت قوات الأسد إلى القلعة وبدأت بإطلاق النار على الأهالي في المنازل، وذكرت من بين الشباب الذين تم إعدامهم ميدانياً من عائلة زعرور وعائلة الوضيحي والشامي وكنعان والأمين وغيرهم.
وتحدث الناجية سراقبي في برنامج سوريا بودكاست أنه كانت قوات النظام تقوم كل فترة وأخرى قبل الـ”82″ بمداهمات وحملات تفتيش في المنطقة التي يسكنون فيها والتضييق على الأهالي، لافتة إلى مقولة كانت تتردد في المنطقة تنم عن الحقد الذي كان يكنه آل الأسد على أهالي حماة، وتقول هذه المقولة: “بأن رفعت أسد سيدمر حماة بالكامل ويزرع مكانها بطاطا”
وعن مجزرة 82 قالت سراقبي: أنه بدأ القصف بالصواريخ والمدفعية من القلعة على منطقتي الحاضر والكيلانية في 2 شباط بشكل مرعب، وبعد يومين انتقلت إلى بيت جدها في منطقة أخرى بعيدة عن القلعة، غير أنه بعد يوم واحد دخل الجيش والدبابات إلى تلك المنطقة واقتحم بيت جدها وتم تجميع الموجودين في غرفة واحدة 25 خالها وأفراد عائلته 11 شخصاً، وزوجة خالها الثاني وأولادها خمسة أشخاص وأبوها وأمها وإخوتها وأخواتها، وواحد من الجيران، وقالت: بعد ذلك دخل اثنان من العسكر وهم يحملون السلاح وبدؤوا باطلاق النار علينا وعلى رؤوس الموجودين وخاصة الذين بالقرب من باب الغرفة فوصلت شظايا الأدمغة إلى السقف.
وعن حيثيات هذه المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد المجرم بحق عائلتها، أكدت أن الجنود قالوا للموجودين لا تحملوا معكم الذهب والمصاغات كي لا تتعرضوا للأذى من قبل أحد، فتم وضع المصاغات وكل شيء من الذهب في المخدات، ولكنهم بعدما نفذوا جريمتهم وقتلوا الجميع بدم بارد عادوا وسرقوا الذهب وكل شيء وجدوه بطريقهم، وأنهم لما رأوا ابن خالها الطفل ذا الـ4 سنوات وكان على قيد الحياة ويبكي من منظر الدم قام أحد الجنود بكل وحشية باطلاق النار عليه وقتله فوق عائلته، وقالت: بقينا أنا وأختي التي نجت معي مع الجثث لثاني يوم بالرغم من أنني وأختي أصبنا بعيارات نارية في الأيدي والأرجل، ونجت معنا زوجة خالي وابنها الطفل.
وفي اليوم الثاني تم تجميع الجثث من منازل أحياء باب الجسر وأبي الفداء وغيرهما في مدينة حماة ووضعها في قاطرة ومقطورة، وبعد وصولنا إلى المشفى الوطني كنا نرى كيف يتم إعدام الشباب فوق الجثث التي تم تجميعها في المشفى، لافتة إلى أن الطابق الرابع يستخدم للمحاكمات الميدانية.
وقالت الناجية سراقبي: ونحن في المشفى جاءت واحدة من البارودية وهي محروقة بشكل كامل حيث إن وجهها محترق بالكامل، وروت لهم أنه كانوا في المنزل عائلة تتألف من أكثر من 35 شخصاً وأنه دخل عليهم جيش الأسد الذي أعدم الجميع في المنزل ومن ثم تم إحراق المنزل بما فيه، وأنهم أطلقوا النار على بطن زوجة أخيها الحامل فقتلوها هي وجنينها، وأنها هي الناجية الوحيدة من كل هذا العدد.
وروت الناجية سراقبي أنه كان يومياً تأتي الشاحنات الكبيرة محملة بالجثث من أحياء مدينة حماة المنكوبة ويتم إنزالها كالأحجار أو أي شي آخر أمام المشفى، وبعد يومين أو أكثر تأتي شاحنات أخرى تأخذ الجثث إلى وجهة لا نعلم إلى أين.
وبسبب بقائها نحو شهر في المشفى فقد كانت شاهدة على كثير من الارتكابات التي كانت تقوم بها قوات نظام حافظ الأسد، بما فيها الاغتصاب.
وعن أخيها المعتقل في تدمر، قالت: أخي لم يكن مع العائلة يوم تمت تصفيتهم جماعياً بسبب وجوده في بيت خالتهم، وبعد انتهاء الأحداث عاد وسكن في منزل العائلة ولم يمضِ عدة أيام حتى تم اعتقاله من قبل مخابرات الأسد وإلى اليوم لم نعرف عنه شيئاً، مع العلم أنه تم ذكره في فترة من الفترات أنه في فرع فلسطين.
وفي الختام تحدثت الناجية سراقبي عن اجتياح قوات نظام الأسد الابن 13 تموز 2011 والأعمال الإجرامية التي ارتكبوها بحق شباب الحرية، ولكنها كانت فرحة جداً بأنها شهدت سقوط نظام الأسد المجرم وانتصار الثورة السورية.

آخر الأخبار
الدفاع التركية: خارطة طريق مشتركة لتطوير قدرات الجيش السوري لدعم التعافي.. منظمات سورية ودولية تدعو ترامب لتخفيف العقوبات على سوريا قبرص: مئات السوريين سحبوا طلبات لجوئهم عقب سقوط النظام أردوغان: تحقيق السلام والازدهار في سوريا رغبة مشتركة للجميع The New Arab:دمشق وأنقرة.. تشددان على محاربة الإرهاب  " NBC News": البنتاغون يخطط للانسحاب من سوريا "Voice Of America": دمشق تبحث عن علاقة متوازنة مع واشنطن "النضال الفلسطيني":  تصريحات ترامب لاحتلال غزة استفزازية البودكاست الأشهر في بريطانيا.. مقابلة مع  الرئيس الشرع الاثنين القادم تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية