الثورة – مها دياب:
يأتي الاتصال الهاتفي الذي أجراه المستشار الألماني، أولاف شولتس، مع الرئيس أحمد الشرع، والذي هنأ فيه الشعب السوري على إنهاء حكم النظام البائد، واستعداد ألمانيا لدعم جهود إعادة إعمار سوريا، في إطار الجهود الدولية لدعم الاستقرار في سوريا بعد التحرير، حيث تسعى ألمانيا إلى لعب دور محوري وفعال في إعادة الإعمار وتعزيز العملية السياسية الشاملة التي تضمن مشاركة وحماية حقوق جميع السوريين، وقد بدأت العلاقات السورية الألمانية تشهد تطورات ملحوظة، مع التركيز على التعاون في إعادة الإعمار ودعم العملية السياسية الشاملة
التواصل الدبلوماسي:
بدأ التواصل الدبلوماسي من خلال زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى دمشق في 3 يناير 2025، حيث التقت بالرئيس الشرع وأكدت على ضرورة مشاركة جميع المكونات السورية في إعادة بناء الدولة، ومن ثم الاتصال من المستشار الألماني أولاف شولتس والذي أعرب فيه عن استعداد ألمانيا لدعم جهود إعادة إعمار سوريا.
مستقبل العلاقات:
وبحسب رأي خبراء السياسة، يبدو أن العلاقات السورية – الألمانية تتجه نحو تعاون بناء حيث تسعى ألمانيا إلى لعب دور محوري في دعم الاستقرار في سوريا من خلال دعم العملية السياسية والتشجيع على إطلاق حوار شامل يضم جميع الأطياف السورية ، وإعادة الإعمار من حيث تقديم المساعدة التقنية والمالية لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتعزيز الاقتصاد السوري، وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية.
دعم المواطن السوري
التحول الإيجابي في العلاقات بين ألمانيا وسوريا يمكن أن يحقق فوائد متعددة سواء على المستوى الاقتصادي أم السياسي، أم الإنساني، فدعم ألمانيا لجهود إعادة الإعمار يسهم في تحسين مستوى المعيشة، وأيضاَ على مستوى المساعدات الإنسانية حيث تستضيف ألمانيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين وتقدم لهم دعما ماليا وإنسانيا، كما أن دعمها للعملية السياسية في سوريا ودعوة الجميع للمشاركة في الحوار البناء يساهم إلى حد بعيد في تحقيق الاستقرار ومنع نشوب صراعات جديدة، وأيضاَ فرصة كبيرة للتبادل في موضوع التعليم والتدريب والاستفادة من الخبرات الألمانية في التعليم المهني والتقني، مما يساعد في بناء اقتصاد أكثر تنوعا.
ولا شك أن الاستقرار وعودة الأمان لسوريا عامل هام ومساعد في تقليل تدفق اللاجئين، الأمر الذي يخفف الضغط على النظام الاجتماعي والاقتصادي في ألمانيا، كما أن التعاون الاقتصادي مع تحسن الوضع في سوريا، يمكّن الشركات الألمانية من الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار، بالتالي يخلق فرصًا اقتصادية ربحية جديدة وجيدة لتلك الشركات..
و لا نغفل هنا الكفاءات السورية في ألمانيا حيث استقطبت العديد من الأطباء والمهندسين والعمال المهرة السوريين الذين يساهمون حاليًا في سوق العمل الألماني، والاستفادة منهم ومن خبرتهم يسهل التعاون والتفاوض والاستثمار بين البلدين، كما يعتبر التعاون الأمني بين البلدين من النقاط الجادة والهامة التي تساعد في الحد من الإرهاب والتطرف، مما يعزز الأمن في ألمانيا وأوروبا.
و ختاماَ يؤكد خبراء السياسة أن استمرار العلاقة بين البلدين بشكل إيجابي، سيحقق التنمية والاستقرار في المنطقة، وينتج شراكة فعالة مع ألمانيا تعود بالخير للجميع.
# صحيفة- الثورة