الثورة – ناصر منذر:
مع استعداد مصر لاستضافة قمة عربية طارئة في السابع والعشرين من الشهر الجاري، لمناقشة المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، أفادت الأنباء أن الرئيس أحمد الشرع سوف يحضر هذا المؤتمر ممثلا لسوريا. وذلك وفق ما نقله “العربي الجديد” نقلا عن مصادر دبلوماسية مصرية، والتي كشفت أن القاهرة تلقت إشارات بحضور الشرع.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن دوائر مصرية تعمل حالياً على ترتيب لقاء على هامش القمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشرع.
دعوة الشرع وحضوره المحتمل، لقمة القاهرة، له أهميته الخاصة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة على وجه العموم، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، وسوريا طرف فاعل ومؤثر، وهي داعم أساسي للقضية الفلسطينية، رغم ما تواجهه اليوم من تحديات صعبة أمام إعادة ترتيب شؤونها الداخلية والخارجية، وقد قطعت شوطا كبيرا على صعيد تثبيت مكانتها الإقليمية والدولية، بعد سقوط النظام المخلوع، والحضور المحتمل للشرع، لهذه القمة، هو بحد ذاته، تأكيد إضافي على نيله المزيد من الثقة، والدعم العربي والإقليمي والدولي.
سوريا ركن أساسي لحماية الأمن العربي ككل، وحضورها في هذا المؤتمر، سيعطيه أهمية مضاعفة، نظرا لما افتقدته الأمة العربية للدور السوري خلال حكم النظام البائد، ومن جانب آخر، فإن حضور الشرع، يشير أيضا إلى أن المخاوف التي أبدتها مصر مؤخرا إزاء الوضع الجديد في سوريا، ووجود عناصر مصرية في تنظيمات مسلحة داخلها، قد تبددت، لاسيما وأن الإدارة الجديدة أرسلت عدة تطمينات في السابق، بأن سوريا لن تكون منصة لاستهداف أي دولة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس المصري، كان قد هنأ الشرع، أواخر الشهر الماضي بمناسبة توليه رئاسة الجمهورية، وأعرب عن تمنياته له بالنجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار.
وبالعودة إلى مؤتمر القاهرة، فإن توقيته له أهميته الحساسة أيضا، وتمليه حاجة الرد على التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، واتخاذ موقف موحد إزاءها، فتصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ودعوة نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية على أرض المملكة العربية السعودية، تستوجب الرد العربي الحازم، نظرا لما تشكله تلك التصريحات من تهديد لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة من جهة، ومن تهديد خطير للأمن القومي السعودي من جهة ثانية، وبالتالي فإن هذا الخطر، سيطول الأمن العربي برمته.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان يوم أمس إن القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير (شباط) الجاري لبحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
#صحيفة_الثورة
