الكهرباء في سوريا.. عقود من الظلام تخفي عقوداً من الفساد والإذعان.. ووعود بتكاليف عالية

الثورة – معد عيسى:

بقيت الوعود هي السمة الطاغية على تصريحات القائمين على قطاع الكهرباء “السابقين واللاحقين”، ولكن بفارق أن تصريحات المسؤولين السابقين لفترة ما قبل سقوط النظام البائد، كانت تغطية لفساد كبير في القطاع، فيما كانت تصريحات المسؤولين القائمين حالياً متسرعة قبل معرفة حقيقة قطاع الكهرباء المنهار بشقيه (التوليد والتوزيع).
قطاع الكهرباء المنهار بصيانات وهمية وعقود خلبية، وعقود إذعان، كان يتستر بغطاء نقص المشتقات النفطية، وهي حقيقة أن هناك نقصاً كبيراً بالمشتقات النفطية، ولكن مردود محطات التوليد منخفض جداً، والكميات المخصصة من الوقود كانت تكفي لتوليد أكثر من 4000 ميغا (7 ملايين متر مكعب من الغاز و5000 طن فيول).
بالمحصلة نحن اليوم أمام واقع كهربائي سيء جداً، ولن يكون بمقدور الإدارة الجديدة إحداث فارق خلال فترة قصيرة، وكل الوعود التي تم إطلاقها ستصطدم بشبكة منهارة، ولن يكون ما تم الحديث عنه من ربط باخرتي توليد، أو الربط مع دول الجوار خياراً متاحاً إذ لم يكن ذلك في إطار المساعدات والدعم، لأن التكاليف ستكون كبيرة، وهذا غير متاح في ظل سرقة أموال الدولة.
نفط وغاز الشمال
الأمر سيكون أفضل فيما لو تمت استعادة نفط الشمال وتشغيل مصافي النفط، الأمر الذي سيتيح إنتاج حوالى ستة آلاف طن من الفيول، وكذلك الأمر بالنسبة للغاز فيمكن تأمين كمية حوالى 1.5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، وحالياً، وفي المجمل فإن الكميات المذكورة يمكن أن تولد حوالى ألف ميغا يتم رفد الشبكة بها.
خيارات متاحة
الخيارات كثيرة ومتاحة، ولكنها تحتاج إلى أموال طائلة يتعذر تأمينها، إلا من خلال استثمارات خاصة تقوم بها شركات كبيرة متخصصة في قطاع الطاقة، أما الخيارات الحكومية فيُمكن أن تتجه إلى تشغيل المحطات الغازية القائمة، والتي تعتبر ذات مردود مقبول من خلال توريد الغاز المصري عبر خط الغاز العربي الممتد من العريش المصرية إلى محطة توليد حلب، وسيكون من أقل الخيارات كلفة، ولاسيما إذا أعطت الدولة المصرية سعراً تفضيلياً لسوريا، حتى أنه يُمكن التعاون مع القطاع الخاص لتوريد كميات كبيرة لتشغيل معامل السيراميك والاسمنت، وهذا يحقق عائدا للدولة من خلال رسوم نقل الغاز، كما يُمكن أن يتم تشغيل معمل السماد في حمص لتأمين جزء مهم من السماد للقطاع الزراعي.
محطات متنقلة
أما الخيار الآخر فيمكن من خلال تخصيص أموال الصيانات التي كانت تخصص لصيانة محطات التوليد التي انتهى عمرها الزمني، كمجموعات بانياس ومحردة لتوريد مجموعات توليد صغيرة باستطاعة 25 ميغا متنقلة، سواء تعمل على الغاز أم الفيول، ووضعها في أرض هذه المحطات، لأنها أولاً تكون حديثة ومردودها مرتفعا، وبذلك نوفر أموالاً كان يتم صرفها لصيانة محطات لن تفيد إلا بالصهر، فتركيب قلب طفل لرجل سبعيني لن يجعله شاباً.
التوليد المائي والمتجدد
الخطوة الأخرى والتي يجب أن تكون في أولى الاهتمامات، فهي بالاتجاه إلى صيانة واستبدال مجموعات التوليد المائي والمتواجدة على السدود المشادة على نهر الفرات (الفرات، تشرين والبعث) وهي تولد 1600 ميغا، لأن ثمن الوقود الذي يتم توفيره لتشغيل 1600 ميغا في المحطات التي تعمل على الفيول والغاز خلال عام واحد يكفي لصيانة واستبدال تلك المجموعات.
أيضا مشاريع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والريحية يجب أن يكون في أولى الاهتمامات، وكذلك الخيار الأسرع لتخفيف مشكلة الطاقة وليس حلها ، وهذا الأمر يمكن أن يقوم به القطاع الخاص بشكل كامل، ولكن بمنح مزايا تشجيعية وضمان حقيقي للمستثمرين بتسهيل عملهم وإدارة الأرباح وضخها في استثمارات أخرى أو إخراجها من البلد، والأمر متاح لتوليد أكثر من 1500 ميغا وربطها بالشبكة لأن الشبكة محدودة ولا تتحمل أكثر من هذه الكمية، ولكن يمكن أن يتم التوليد لمشاريع خاصة غير مربوطة بالشبكة وبكميات كبيرة جداً.
أخيراً..
لن تثمر وعود الإدارة الجديدة ما لم يتم دخول مستثمرين كبار لهذا القطاع، أو بوجود دعم حقيقي من دول الجوار والدول الصديقة، لأن هذه الإدارة ورثت قطاعاً منهاراً ومتهالكاً وخزائن منهوبة وفارغة.

آخر الأخبار
عون: لجان لبنانية- سورية لمعالجة قضايا عالقة خبير: "مصطلح"المستشار التنفيذي" جديد..ديروان لـ"الثورة": سنستقطب المستثمرين من كل حدب وصوب أردوغان: سوريا ماضية نحو التعافي رغم الصعوبات ArabNews : محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع لمساءلة إسرائيل إعلام إسرائيلي: "الهولوكوست" سترة واقية لتبرير جرائم الإبادة الجماعية تعزيز ثقافة التداول بالأسهم يواجه مشكلة مصرفية "التربية": خطة طوارئ صحية للامتحانات العامة تأهل ١٧٥٦ طالباً للمرحلة الثانية من أولمبياد الصغار واليافعين غارات أميركية على سجن للمهاجرين و"سينتكوم" تعلن حصيلة ضرباتها باليمن وصول قافلة القمح العراقية إلى حلب حلب.. معرض علمي وفني في صالة بوديان والثانوية المهنية درعا.. الأمن العام يُعزِّز سلامة المسافرين على الأوتستراد الدولي عثمان لـ"الثورة": توفير القمح بالتعاون مع العراق مستمر دير الزور.. منظمات مانحة تدعم تنفيذ مشاريع المياه خطوط الصرف الصحي خارج الخدمة في الحسينية.. والبلدية تعمل على الحل انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة" "الأونروا": نفاد إمدادات الطحين من غزة