الثورة – جاك وهبه:
في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين سوريا والسودان، شهدت غرفة تجارة دمشق اجتماعاً مثمراً مع القائم بأعمال سفارة جمهورية السودان في سوريا، الدكتور أحمد إبراهيم حسن.
الاجتماع الذي حضره رئيس الغرفة باسل حموي، ونائبه الدكتور ياسر اكريم، ومدير الغرفة الدكتور عامر خربوطلي، خرج بجملة من التوصيات العملية التي من شأنها إعادة تفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للاستثمار.
مشاريع تنموية
تضمنت التوصيات ضرورة توقيع اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمارات المشتركة، بما يضمن بيئة آمنة ومستقرة للمستثمرين، ويشجع تدفق رؤوس الأموال بين البلدين كما جرى الاتفاق على تأسيس مجلس رجال أعمال سوري-سوداني يعمل على تنظيم زيارات متبادلة للوفود التجارية، لاستكشاف الفرص الاقتصادية ودراسة احتياجات الأسواق المحلية.
وأكد المجتمعون أهمية إقامة معارض تجارية مشتركة مع منحها التسهيلات اللازمة، لتعريف السوق السودانية بالمنتجات السورية، والترويج للسلع السودانية، ولاسيما المنتجات الزراعية، كما نوقشت إمكانية تنفيذ مشاريع تنموية تغطي قطاعات إستراتيجية مثل الصناعات الغذائية الزراعية، وإعادة الإعمار، والصناعات الدوائية.
الازدواج الضريبي
وفي إطار تحقيق الأمن الغذائي، طرحت فكرة تأمين أراض زراعية في السودان عن طريق الشراء أو الاستئجار طويل الأمد، نظراً لكون السودان من أهم مصادر الإنتاج الزراعي عالمياً، كذلك، تم التأكيد على ضرورة توقيع اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي، مما يسهل العمليات التجارية ويعزز الاستثمارات بين البلدين، كما جرت مناقشة سبل دعم القطاع الزراعي في المناطق الريفية بالسودان، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي، لتحقيق تنمية مستدامة في هذا المجال.
تعزيز التكامل
لم يقتصر الاجتماع على الجانب النظري، بل تناول مقترحات عملية لتعزيز التكامل بين القطاعين الزراعي والصناعي، حيث يمكن الاستفادة من المنتجات الزراعية السودانية كمواد أولية للصناعات السورية، ما يفتح المجال أمام تطور الصناعات التحويلية، كذلك، جرت مناقشة إعداد قائمة بالسلع الأساسية الممكن تبادلها بين البلدين، مع التركيز على المحاصيل السودانية التي يمكن استيرادها إلى سوريا وتصنيعها محليا، ومن ثم إعادة تصديرها إلى الأسواق العالمية.
50 سلعة
خلال اللقاء، عبّر القائم بالأعمال السوداني عن سعادته بزيارة غرفة تجارة دمشق، واصفا الاجتماع بأنه نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي، وأكد أن سوريا من أكثر الدول التي شعر فيها بالراحة النفسية، مشيراً إلى أنه زار 54 دولة، لكنه وجد في سوريا كرماً وأصالة وشعوراً حقيقياً بالعروبة.
وأشاد بصمود المؤسسات السورية، التي رغم كل التحديات استمرت في تقديم الخدمات، معتبراً أن هذا أمر نادر الحدوث في دول تشهد أزمات مشابهة.
من جانبه، شدد رئيس غرفة تجارة دمشق على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، وأكد استعداد الغرفة لتقديم كل التسهيلات الممكنة لدعم الشراكة الاقتصادية مع السودان.
وبدوره، طالب نائب رئيس الغرفة بتحديد قائمة بأهم 50 سلعة سودانية قابلة للتصدير، مشيراً إلى إمكانية أن تصبح سوريا مستورداً رئيسياً لهذه المنتجات، مع إمكانية إعادة تصنيعها وتصديرها مجدداً، وأشار مدير الغرفة، الدكتور عامر خربوطلي، فقد أشار إلى العلاقات التجارية التاريخية بين سوريا والسودان، وأهمية تنشيط رحلات الطيران بين البلدين وعودة الوفود للشراء من سوريا وإقامة معارض مشتركة.
وفي ختام اللقاء، تم التوقيع على وثيقة تضم هذه التوصيات، باعتبارها خارطة طريق للعمل المشترك بين البلدين، على أمل أن تكون بداية لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري، تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة ومستدامة.
#صحيفة_الثورة