الثورة – فؤاد الوادي:
دخلها محارباً وثائراً، وخرج منها محرراً وفاتحاً، واليوم يعود إليها
رئيساً، لكنه برغم تغير الصفات، لم يتغير الموصوف، وبقي الابن البار والوفي، باراً ووفياً لأمه التي احتضنته بين ذراعيها، فكانت الحصن الحصين له ولكل الأحرار
والثوار في عموم أرجاء الوطن.
في زيارة الشرع إلى مدينة إدلب دلالات ومعاني ورسائل كثيرة، لكن يبقى أسماها وأعلاها مكانة، من حيث الرمزية، هو حجم الوفاء الكبير الذي يحمله الرئيس
الشرع لهذه المدينة التي لم ولن ينسى فضلها، لأنها كانت الحصن الذي حمته، والقاعدةالتي انطلق منها المحارب النبيل مع إخوته المجاهدين لتحرير سوريا وتخليصها من الظلم
والطغيان.
في اختلاط المشاعر بالسياسة، تنتصر المشاعر على صخب السياسة، حيث يتجلى الوفاء في هذه الزيارة في أسمى وأجلّ معانيه وصوره ، فالرئيس الذي عاد إلى أم المدن السورية ، لم يحمل معه مشاعر الوفاء فحسب، بل حمل معه هموم وشجون الوفاء بأدق التفاصيل التي لا تزال تختزنها ذاكرة وضمير المحارب النبيل، وفي مقدمتها مطالب وهموم السوريين في مخيمات النزوح، حيث حان الوقت لإعادة إعمار بيوتهم ومدنهم وإرجاعهم إليها معززين مكرمين وفي أقرب وقت، وهذا ليس مجرد كلام وأقوال، بل هي وعود وأفعال من رجل لطالما
سبقت أفعاله أقواله، ولعل وجهته الأولى إلى إدلب، تجسد وتؤكد حقيقة هذا المحارب الذي لم تغيره المناصب والصفات، فبقي الابن البار والضمير الحي لكل السوريين.
#صحيفة_الثورة
