الثورة – ناصر منذر:
مخيمات التهجير، ومسألة النازحين داخلياً، وخارجياً على وجه العموم، تعد من أهم الأولوبات للإدارة السورية الجديدة، وقد وعدت سابقاً بأنها لن تترك من يعيشون في المخيمات حتى تأمين عودتهم إلى منازلهم، التي هجروا منها، ودمرها النظام المخلوع، ومن هنا فإن الزيارة التفقدية التي قام بها الرئيس أحمد الشرع لمخيمات النازحين في محافظة إدلب اليوم، تعكس مدى وجدية اهتمام الإدارة الجديدة بالعمل على عدة مسارات لإنهاء معاناة أهلنا في المخيمات.
الرئيس الشرع، وفي خطابه الأول الذي وجهه إلى الشعب السوري، كان قد ذكر من يعيشون في مخيمات التهجير، والنازحين واللاجئين، وهذا له مدلوله الخاص، لجهة الاهتمام الذي توليه الإدارة الجديدة على مسار العمل على إعادة إعمار المدن والقرى والبلدات والمنازل التي هدمها النظام البائد، كخطوة تمهيدية لإعادة أهاليها بشكل لائق، وهذا من دون شك، يتطلب دعماً كبيراً من المجتمع الدولي، للعمل على رفع كامل العقوبات المفروضة على الشعب السوري، فهي العائق الأكبر اليوم، أمام جهود إعادة البناء والإعمار، وسوريا تبذل جهوداً استثنائية لإقناع الدول الغربية لإزالة تلك العقوبات، حيث مبررات استمرارها لم تعد موجودة بعد سقوط النظام المخلوع.
حرص الشرع على زيارة المخيمات في إدلب، يمكن أن نضعها في إطار إدراك الإدارة الجديدة على أن مسألة تحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي، تتعلق بأحد جوانبها بإيجاد حل مستدام لقضية المهجرين والنازحين، ومن هنا فإن معظم لقاءات الإدارة الجديدة مع الشخصيات العربية والأجنبية، سواء التي حصلت في سوريا أم خارجها، كان ملف اللاجئين حاضراً بقوة في تلك الاجتماعات، وكانت مسألة التركيز على جذب الاستثمارات الخارجية لإعادة البناء والنهوض وتمويل صناديق إعادة الإعمار، تهدف في أحد جوانبها إلى المساعدة في توفير الخدمات والبنى التحتية للمناطق التي دمرها النظام البائد، مما يسرع من عملية إعادة المهجرين في المخيمات إلى مناطقهم.
الإدارة الجديدة، تدرك تماماً حجم المآسي التي يعيشها أهلنا في المخيمات، وأعدادهم بمئات الآلاف، وزيارة الشرع للمخيمات في ادلب، تأكيد إضافي على أن الإدارة الجديدة ستواصل العمل بكل إمكانياتها المتاحة في المرحلة الراهنة، لتوفير بيئة مناسبة من أجل عودة المهجرين، وتقديم أقصى المساعدة الممكنة لقاطني المخيمات، ريثما يتم إنجاز العمل على طريق عودتهم إلى قراهم وبيوتهم.
#صحيفة_الثورة