الثورة – جهاد الزعبي:
توثق محافظة درعا مجازر النظام البائد، منها مجزرة الجمعة العظيمة يوم 22/4/2011، عندما وَقفت مدينةُ إزرع شامخةً بأحرارِها وأبطالِها، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، يَهتفون مُؤكدين على أحد ثَوابتِ الثورة “صِدقُ النية والإخلاص لله وحده”.
كانت الأصواتُ تَعلو والقُلوبُ تَخفق، والأبصار تَشخصُ نحو شَمسَ الحرية، فيما كان القَتلة من عصابات الأسد المجرم في الجهة المقابلة يُهيئون بنادِقَهُم الجَبانة، يُذخرونَها بِرصاصِ الغدر، ليستقبلوا نِداء الحرية بالنارِ والدم.
أمرٌ أُعد بِليل عن سبق إصرار وترصد، هي لحظاتٌ صنعت التاريخ، ورسمت بالدم في ذاكرة الثورة مشهدًا لا يُنسى، والتقى النقاء بالعنف، والإيمان بالخيانة، والوفاء بالغدر، وبقيت هتافات الثوار “هي لله.. هي لله” شاهدًا على الصدق، وبقي الغدر والرصاص شاهداً على الجريمة، فكانت مجزرة مدينة إزرع التي راح ضحيتها عشرات الشهداء يوم الجمعة العظيمة شاهداً على طغاة العصر.