الثورة – مها دياب:
العمل التطوعي للشباب يعطيهم فرصة مهمة لتأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشكلات بجهدهم الشخصي، ويساعدهم في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع, ويعتبر ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الأفراد وإيجابيتها، وبذات الوقت مؤشر على مدى تقدم الشعوب ورقيهم والشعور الإنساني لديهم، كما أنّ العطاء ومساعدة الآخرين يمنح الإنسان شعوراً إيجابياً، تزيد قوته وثقته بنفسه، وقدرته على التواصل مع الآخرين.
هذا ويعتبر الشباب من الفئات الأكثر تأثيراً واستفادة، حيث يتيح التطوع لهم تطوير مهاراتهم القيادية والتوعوية وبناء علاقات واسعة مع الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة، وبالتالي يتم توحيد الجهود والعمل بفعالية أفضل لمساعدة الجميع من أبناء المجتمع.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت “الثورة” مجموعة متطوعين شباب من عدد من المؤسسات التنموية في صحنايا، أثناء مشاركتهم في حملة النظافة في البلدة صباح كل يوم سبت.
التعامل إنساني
يشير حسن فادي النبواني- المسؤول التنظيمي والناشط المجتمعي، إلى أن العمل التطوعي هدفه المساعدة المجتمعية، وأنا كشخص كنت مريضاً وبحاجة لمن يساعدني ويقف بجانبي، وانطلاقاً من ذلك بدأت العمل بهذا الشأن منذ عام 2016 وإلى الآن.
وتابع حديثه: عملت في توعية المؤسسات والمدارس حول مخلفات الحرب، وتأمين احتياجات الأطفال المحتاجين وتأمين الهدايا لهم في الأعياد، وتقديم وجبات للأسر المحتاجة في رمضان، وأشارك بأي عمل إنساني قدر استطاعتي، وبالنسبة لفكرة تنظيف الشوارع أكد أنه واجب على الجميع بعد التحرير. خاصة وأن البلد ستبدأ بالإعمار والبناء في ظل ظروف صعبة لناحية التنظيف بسبب ضعف الآليات وعدم كفايتها.
وحول العمل مع المجلس البلدي وعدد من الجمعيات الأهلية ذكر أنهم يقومون بهذه المهمة الساعة العاشرة صباح كل يوم سبت في مدينة صحنايا، ما عكس ردود أفعال إيجابية من الأهالي, وبذات الوقت هناك ردود أفعال سلبية.. إلا أن إصرارنا على العمل جاء أيضاً ليكون تحية لعمال النظافة، وتأكيداً على صعوبة عملهم وأهمية مساعدتهم واحترامهم.
توعية للشباب
وتحدث محمد أركان السواح- خريج علوم وإدارة سياحية، عن مدى حبه للعمل التطوعي الذي بدأه منذ حوالى 10 سنوات لشغفه بالعمل الإنساني، ومساعدة الآخرين بدءاً من دعم ذوي الإعاقة، والنساء وتوعية الشباب بأهمية دورهم الايجابي والتنموي، كما حصل أثناء الاستجابة لآثار الزلزال وجائحة كورونا، كما لفت لأهمية نشر فكرة النظافة بدءاً بأنفسنا، داعياً الأهالي للمساعدة بتقديم أدوات التنظيف، فالتطوع من أسمى الأعمال الإنسانية التي تقوي الشخصية وتشعرنا بالآخرين ومساعدتهم.
التطوع حالة إنسانية
بدوره أوضح عبد الرحمن عبيدي- مدرس تربية رياضية، أن فكرة التطوع هي حالة إنسانية من خلال إحساس الفرد بمحيطه المجتمعي، وأنه بدأ التطوع من عمر صغير، مع المؤسسات والجمعيات الأهلية في مدينته الأمر الذي أعطاه ثقة بالنفس وبنى علاقات جيدة على المستوى الاجتماعي، فأصبح يقدم جلسات إنسانية توعوية حول الأمور الهامة والخطيرة الطارئة على سبيل المثال كارثة الزلزال والكورونا، فهذا العمل يترك بصمة ويشجع الآخرين لجعل مدينتنا بأفضل حال ومثال يحتذى به لباقي المدن.
جودي عطا لله- خريجة أدب عربي، بدأت عملها التطوعي بمؤسسة أهلية، للمساهمة بالعمل المجتمعي، فالتطوع صقل شخصيتها، لناحية التعامل مع المواقف المفاجئة والصعبة الأمر الذي جعلها سعيدة وفخورة بنفسها، وهي مشاركة الآن في حملة النظافة كونها تحب أن تكون شوارع البلدة نظيفة وكفتاة لم تجد أي نظرة سلبية تجاه ذلك بل لاقت التشجيع من قبل أهلها والناس في الشارع.
أما روان منصور- سنة ثانية إعلام، أكدت أهمية المبادرات الإنسانية والأهلية، وخاصة ما يختص في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والتعامل معهم وإسعادهم، وأن أي مبادرة إنسانية تعكس إنسانيتنا وشعورنا بالآخرين معبرة عن سعادتها بمشاركتها بحملة النظافة ولم تجد أي صعوبة في ذلك.
شعور بالآخر
وأوضح ياسر صقر- مدير فريق صحنايا التطوعي، أن التطوع خدمة مميزة موجهة للآخرين وتؤكد على الإنسانية في داخلنا، وقمنا بعمل دورات مجانية لصفين التاسع والبكالوريا لتخفيف العبء الكبير عن الأهالي بسبب الأسعار الخيالية للمعاهد والدروس الخاصة، وأيضاً ساعدنا في ترميم الحدائق وحملات النظافة، وحملات التشجير وأي عمل إنساني تنموي نكون حاضرين به نظراً لأن البناء مسؤولية الجميع.
دور المؤسسات والمجلس البلدي
رئيس مجلس أمناء مؤسسة أشرقت التنموية، وفاء أبو حمزة بينت الدور الكبير للمؤسسات في تشجيع العمل التطوعي للشباب وأن لديهم الآن 85 متطوعاً، يعملون على تنمية قدراتهم من خلال الدورات التدريبية والتنموية، وتأكيد أهمية فكرة التطوع ودورها الإنساني والمعرفي والتوعوي في المجتمع، منوهة بأن لديهم متطوعين جامعيين ومن أعمار الصف الثاني والثالث الثانوي، كما تقوم بالعديد من الدورات مثل الإسعافات الأولية
والتنمية البشرية والمهنية وكل ما يساعد بخلق فرص عمل للمتطوعين ولمن خضع للدورات من النساء وغيرهم، والمؤسسة تعمل بالتنسيق مع عدد من المبادرات لتوحيد جهود باقي المؤسسات الأهلية وبما يفيد الأهالي والمدينة.
وفي الختام رئيس مجلس بلدة صحنايا المحامي فادي شعبان شكر كل المجموعات المشاركة من الشباب والشابات الذين ساهموا بتنظيف الحدائق والشوارع احتفاءً بخلاص المهمة، مؤكداً على الدور الهام والفعال في عملية البناء والتنمية، كما توجه بالامتنان لكل المشاركين كجمعية التآخي، وجمعية مار إلياس الغيور، والجمعية السورية الشبابية للتنمية، ومؤسسة أشرقت التنموية، ومؤسسة يراع وإبداع، ومؤسسة علم ودفا، وفريق اليد الخضراء، وفريق صحنايا التطوعي، والمجلس الإسماعيلي للأعمال التطوعية، الذين تشاركوا مع المجلس البلدي في تنسيق الجهد والعمل ضمن الأماكن المحتاجة للتنظيف والتأهيل مشيراً إلى أن هناك حملة تشجير ستطلق خلال هذا الأسبوع لتجميل المدينة، وذلك انطلاقاً من أهمية الشجرة ودورها البيئي والمحافظة عليها إضافة لحملات التوعوية النفسية، بما يفيد في تعزيز التشاركية والعمل التنموي المجتمعي المشترك لبناء بلدنا.
#صحيفة_الثورة