مع انطلاق جلسات الحوار الوطني في مختلف المحافظات، بات كل سوري شريف معني بإنجاح هذا الحوار، كل من موقعه، فالجميع تقع عليه المسؤولية، وسوريا تستحق أن تنعم اليوم بالراحة والإطمئنان تحت سقف الدولة والقانون، والمشاركة الفاعلة في الحوار، تعني المشاركة في صنع القرار، واستشراف المستقبل، بما يليق بتضحيات الشعب في سبيل الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية.
من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرؤى والأفكار، فهذا يقود إلى توليد أفكار جديدة، وقواسم مشتركة، يبنى عليها في تحديد أولويات العمل الوطني، وتؤسس لدستور جامع يحدد الأطر والقواعد الأساسية لشكل الدولة ونظامها، والحقوق والواجبات للمواطن والسلطة، وأمامنا اليوم الكثير من القضايا الوطنية التي تحتاج إلى توافق بين جميع مكونات الشعب، وهذا ما يسعى مؤتمر الحوار الوطني القادم تحقيقه، بما يلبي طموحات الشعب.
إعادة النهوض بالدولة تحتاج لحوار وطني مسؤول، يتمخض عنه توصيات وقرارات مدروسة بدقة تراعي متطلبات هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا، وهنا تبرز أهمية الوعي لإدراك حجم ما ينتظرنا من تحديات، وكلها تتطلب العمل الجماعي للتغلب عليها، ما يساهم بتسريع عملية التعافي، وتقصير المسافات نحو إعادة بناء الوطن على أسس قوية، تصون وحدته واستقراره وسيادته.