الثورة – مهند الحسني:
عاشت العلاقة الرياضية بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية أيام شد وجذب، ورغم التاريخ الرياضي العريق الذي يربط البلدين ببعضهما بعضاً من خلال بروتوكولات التعاون، والحضور الدائم للمدربين السوريين في دولة قطر، إلا أن هذه العلاقات لم تسلم بدورها من عبث فاسدي النظام البائد الذين حاولوا جاهدين تشويه هذه العلاقات الأخوية، والسعي بكل الوسائل لجعلها أداة من أدوات التحكم السياسي في مفاصل الحياة المدنية، وفق الاستراتيجيات التي كان يعززها النظام البائد، باستغلال جماهيرية الرياضة لأغراض بعيدة عن الرياضة ومنافساتها وروحها.
دعم أخوي
على الضفة الأخرى، كان الموقف القطري ناضجاً وواعياً، وإنسانياً وملتزماً بميثاق التنافس الأولمبي، بفصل السياسة عن الرياضة، فكانت أبواب الأندية والمنتخبات الوطنية مفتوحة لنخب المدربين، للعمل بحياد وضمن بيئة مثالية، واستمرت دولة قطر في استضافة المنافسات الرياضية المختلفة التي فرضت على المنتخبات الوطنية السورية اختيار أرض بديلة، بسبب منع إقامة المباريات نتيجة الظروف الأمنية في تلك الفترة، وقد كانت هذه الاستضافات بقمة الكرم وحسن الضيافة والترحيب، بشهادة كل من عايش تلك الفترة. أما الخدمات الأكثر سمواً وأهمية فقد كانت تتبنى إجراء العمليات الجراحية للاعبين السوريين في مختلف الألعاب في أهم مشفى جراحي متخصص في الإصابات الرياضية، وكان لهذا الدور النبيل الفضل في عودة الكثير من اللاعبين لممارسة تدريباتهم وحياتهم الرياضية بكل سلاسة، وهو أمر ما كان ممكناً لولا جودة الرعاية الطبية المقدمة من دولة قطر الشقيقة.
تأهل سوري بدعم قطري
بدأ منتخب سورية لكرة السلة تحضيراته المتواضعة في العاصمة دمشق، والتي خلت من أي مباراة ودية، نظراً لشح الإمكانات المالية، نظراً للظروف الصعبة التي مرت بها البلاد بعد سقوط النظام البائد، بدءاً من مباريات النافذة الثالثة، من التصفيات الآسيوية المؤهلة، الأمر الذي أوصل القائمين على أمور المنتخب إلى طريق مسدود، ولاحت بالأفق نية الاعتذار عن المشاركة، لتأتي زيارة سمو أمير قطر الشيخ تميم لسوريا، ما شجع القائمين على المنتخب بمخاطبة الاتحاد القطري، طالبين منه الموافقة على استضافة المنتخب، ولم يتوان الجانب القطري في الرد على طلب الاتحاد السوري، وأرسل موافقته على استضافة المنتخب بكل رحابة صدر ومحبة. وشملت استضافة الاتحاد القطري للمنتخب السوري كل التسهيلات اللازمة، مثل تغطية تكاليف تذاكر الطيران والإقامة، إضافة إلى تنظيم مباريات ودية مع المنتخب القطري الأول.