الثورة – سومر الحنيش:
بعد أشهر من التوقف، أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم استئناف النشاط الكروي المحلي في (10 نيسان 2025) في خطوة طال انتظارها من عشاق الكرة السورية، وبينما يتلهف اللاعبون للعودة إلى الملاعب، يقف المدربون أمام تحديات فنية وبدنية صعبة، في حين تبرز مسؤوليات كبيرة على الاتحاد والجماهير لضمان نجاح هذه العودة، فكيف يرى الفاعلون في المشهد الكروي السوري هذا القرار ؟
فرحة اللاعبين
استقبل اللاعبون قرار استئناف الدوري بحماس كبير، إذ اعتبروه فرصة لاستعادة حياتهم بعد فترة من الركود، يقول شادي عكلة أحد اللاعبين المحترفين في الدوري السوري: “التوقف الطويل جعلنا نبتعد عن أجواء المنافسة، ونحتاج بشدة للعودة إلى الملاعب، صحيح أن الجاهزية ليست مثالية، لكن اللعب أفضل من الغياب”.
اللاعب عبد الله الأسعد يقول: “التدريبات الفردية لم تكن كافية للحفاظ على مستوانا، نحتاج للعب مباريات حقيقية، فالتوقف الطويل جعلنا نبتعد عن أجواء المنافسة، صحيح أن العودة قد تكون صعبة في البداية، لكن لا شيء يعوض متعة اللعب على أرض الملعب”.
ويضيف: “كرة القدم ليست مجرد وظيفة، بل أسلوب حياة، عندما نتوقف عن اللعب، نشعر بأننا نفقد جزءاً من هويتنا، العودة ستعيد لنا الروح”.
بين الحماس والانضباط
الجماهير السورية، التي انتظرت طويلاً عودة المباريات، تلعب دوراً حاسماً في إنجاح هذه العودة، يقول أحد المشجعين المتحمسين:“كرة القدم بلا جمهور لا طعم لها، لكن علينا أن نكون مسؤولين وندعم أنديتنا بروح رياضية دون تعصب، ننتظر بفارغ الصبر استعادة أجواء المنافسات، وسط آمال بأن يكون الموسم القادم بداية جديدة لكرة القدم السورية”.
مخاوف المدربين
على الجانب الآخر، يواجه المدربون تحديات كبيرة، في ظل العودة السريعة للدوري دون فترة إعداد كافية، يقول الكابتن إسماعيل السهو: “لا يمكن للاعبين العودة مباشرة إلى المنافسة بنفس المستوى، بعد أشهر من التوقف، يُخشى من الإصابات بسبب الضغط البدني الكبير، خاصة إذا تمت مضاعفة المباريات لتعويض الفترة الماضية”.
ويضيف: “التوقف أثّر على انسجام الفرق، وأفقد بعض الفرق لاعبيها الذين غادروا ليلعبوا في دوريات أخرى، وستحتاج الأندية لوقت لإعادة ضبط خططها وإستراتيجياتها، المباريات الأولى ستكون صعبة للغاية”.
ليس الجانب الفني فقط، بل تبرز تساؤلات حول قدرة الأندية على استئناف النشاط في ظل التحديات المالية واللوجستية، خصوصاً أن رؤساء أغلب الأندية كانوا رجال (مافيات) ويسعون لتبييض أموالهم من خلال النوادي.
التخطيط لاستدامة الدوري
عودة النشاط الكروي تتطلب أكثر من مجرد تحديد موعد جديد للمباريات، فيقع على عاتق الاتحاد السوري لكرة القدم مسؤولية تنظيم العودة بطريقة تضمن سلامة اللاعبين واستمرارية المنافسات، ومن أبرز الخطوات المطلوبة: وضع جدول مباريات متوازن، لتجنب إرهاق اللاعبين، ودعم الأندية مادياً لتجاوز تأثيرات التوقف، وتعزيز معايير التحكيم لضمان عدالة المنافسة، والأهم إجراء صيانة للملاعب التي ستقام عليها المباريات.
القرار ضرورة لإنقاذ الموسم
أكد الاتحاد السوري لكرة القدم أن قرار العودة جاء بعد مشاورات مكثفة مع اللجنة الاستشارية، مشيراً إلى أن استئناف النشاط أمر حتمي للحفاظ على استمرارية الكرة السورية، كما أن تأجيل عودة النشاط لفترة أطول كان سيؤدي إلى إرباك كبير في جدولة البطولات المحلية والمشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات الوطنية.
وعي و تكاتف
استئناف النشاط الكروي في سوريا ليس مجرد قرار رياضي، بل هو عودة للحياة داخل الملاعب، ومسؤولية مشتركة بين اللاعبين والمدربين والجماهير والاتحاد، ونجاح هذه العودة يتطلب تخطيطاً دقيقاً، ودعماً إدارياً، وانضباطاً جماهيرياً، فهل ستكون كرة القدم السورية قادرة على استعادة بريقها بعد هذا التوقف الطويل؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.