الثورة –فؤاد الوادي:
هي متلازمة الغطرسة والإجرام التي تلازم قادة الكيان الصهيوني منذ زرعه بأرض فلسطين منذ نحو ثمانية عقود، فالغطرسة الإسرائيلية هي امتداد وجزء من حالة الإجرام التي تعتبر مكوناً بنيوياً وأساسياً في العقل الصهيوني.
تصريحات رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن طموحاته وأحلامه بالوصاية على الجنوب السوري، هي جزء من تلك المتلازمة التي يعيشها الأخير، لاسيما بعد المجازر المريعة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، لذلك هو يحاول إبقاء الباب مفتوحاً على مزيد من التصعيد والتوتر، أملاً في أن يحقق هدفين في آن معاً.
الأول هو الهروب من أزماته الداخلية التي باتت تلاحقه في يقظته وأحلامه، وأما الثاني فهو خلط الأوراق على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصاً بعد سقوط النظام البائد الذي كان يشكل وباعترافه هو، داعماً له في مخططاته وإجرامه، وانفتاح العالم على دمشق للتطبيع معها في كل المجالات والقطاعات التي تنهض بسوريا كدولة لها رمزيتها ومكانتها التاريخية والعربية والإقليمية والدولية.
“هي أضغاث أحلام”.. هكذا وصف أبناء السويداء تصريحات نتنياهو، والذي يبدو أنه حتى اللحظة لا يعرف جيداً من هم السوريون، ومن هم أبناء الجنوب، ومن هم أبناء الجبل الأشم الذي يروي التاريخ حكايات مجدهم ونضالهم ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة ابن الجبل البطل سلطان باشا الأطرش.
كما أثبت أهلنا في السويداء طيلة حقبة النظام البائد أنهم مكون أساسي من مكونات الشعب السوري وخياراته الوطنية التي لا يمكن المساومة عليها تحت أي ظرف كان، وتشهد عليهم في ذلك مواقفهم المشرفة إلى جانب الثورة السورية منذ بدايتها، عندما رفضوا أن تتلطخ أيديهم بدماء إخوتهم السوريين برغم محاولات وضغوطات النظام المجرم ، وبقوا على موقفهم الثابت في نصرة ثوار الحرية والكرامة، فكانوا رمزاً لحريتهم وكرامتهم.
المظاهرات التي عمت مدن الجنوب اليوم تحمل في طياتها ما هو أبعد من رفض مطلق لتصريحات نتنياهو السافرة، كونها تؤكد وتجسد حقيقة العلاقة بين السويداء برمزيتها ومكانتها عند جميع أبناء الشعب السوري، وبين الدولة السورية التي تحتضن كل مدنها وقراها وأبنائها في سويداء قلبها، في تجسيد وتشبيه بليغ لما تحمله أيضاً سويداء النضال والكرامة من عزة وإباء لوطنها ودولتها.
#صحيفة_الثورة