الثورة – وعد ديب:
ثمة عواصم في العالم يرد اسمها كلما ذكر رمضان، وفي مقدمتها دمشق التي تكاد تنفرد بتقاليد مميزة في تعايش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها.. يمارس أهلها عادات عريقة توارثوها عن أجدادهم تحكي روح التراث والأصالة والمحبة، والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم.. وهذه الطقوس لا تزال ثابتة، ولها نكهاتها الخاصة التي تنعش قلب الدمشقيين طيلة هذا الشهر الكريم.
إفطار أفراد الأسرة ومن العادات التي واظبت عليها الأسر السورية في الماضي ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا، إفطار جميع أفراد الأسرة، ولاسيما الأبناء المتزوجون مع زوجاتهم وأولادهم خلال اليوم الأول من بدء الصيام في منزل العائلة، والحضور له شيء طبيعي من دون توجيه الدعوة، في حين أن إفطار اليوم الثاني يكون عند أكبر أولاد الأسرة سناً، وتستمر هذه الحال أياماً قد تمتد طوال الشهر الكريم باعتبار أن من سمات ونفحات رمضان كبح النزاعات المشاحنات وتوثيق الصلات الاجتماعية ولاسيما صلات الرحم.
يمكن القول.. إن الجميع تفاءل خيراً برمضان هذا العام.. فقد عانت الكثير من العائلات خلال السنوات السابقة من الحرمان واجتماعها على مائدة الإفطار.
يقول طارق مبروكة- تاجر: بحكم ظروف عملي أقطن في مدينة جرمانا مع عائلتي، وأهلي يقطنون في منطقة برزة، لم نجتمع برمضان خلال السنوات الماضية بسبب مشقة الطريق وكثرة الحواجز التي كان يفرضها النظام البائد ما كان يعرضنا للخطر، ناهيك عن ارتفاع أجور النقل.
أما أم جورج فقالت: كنت دائماً مدعوة للفطور على مائدة رمضانية، وهذه من أحب الطقوس الرمضانية على قلبي، فمائدة أخي المسلم فيها خير وبركة.. رمضان كريم.
طقوس رمضانية واليوم هل تغيرت الظروف لإعادة إحياء هذه الطقوس الرمضانية..؟ تقول الحاجة أم عمر الهندي، من منطقة الصالحية و البالغة من العمر 67 عاماً: إنني بدأت تحضيراتي لاستقبال أولادي وأحفادي على مأدبة الإفطار من بداية شهر رمضان المبارك وحتى خلاله، فهذه العادة اعتدنا عليها منذ سنوات وورثتها عن أهلي وتتجسد دلالاتها بأهمية صلة الرحم، كما يتابع أبنائي هذا الموروث لإقامة الولائم في منازلهم، فرمضان لا يحلو إلا بجمع العائلة حول مائدة الطعام.
في حين قال عدنان الكيال، يقطن في منطقة كفرسوسة: على الرغم من انخفاض بعض الأسعارإلا أن معظمنا بات دخله قليلاً، فإعداد الولائم الرمضانية ولملة العائلة غير مقدور عليها بظل الظروف المعيشية الضاغطة التي بتنا نعيشها.