على أيامنا، في مرحلة الدراسة الابتدائية، كان هناك نشيد، أتذكّر منه: “قفز الأرنب، خاف الأرنب، كنت قريبا منه ألعب”… الخ.
حينذاك، كنت أظن أن قفزة الأرنب هي أعلى قفزة، لذلك تغنّى بها الشاعر، لكن الآن، ومع بداية شهر رمضان المبارك تبيَّن لي أن هناك قفزات أعلى من قفزة الأرنب، كقفزة أسعار الخضار على سبيل المثال.
فعلى ذمة زميلتنا أنها امتنعت عن تحضير “طبق الفتّوش” في اليوم الأول من رمضان لأن سعر جرزة البقلة، وصل إلى (عشرة آلاف ليرة)!.. وقالت، مواسية نفسها: أصلاً أنا ما بحب الفتوش لأنه يحتاج إلى خبز مقلي ومحمّص، ولأن الخبر المقلي يحتاج إلى غاز، والغاز غالٍ، ولأنّ رائحة زيت القلي نفّاذة فإنك ستحتاج إلى الاستحمام، والذي يعني أنك ستحتاج إلى الماء الساخن، وبالتالي يحتاج إلى الكهرباء، ولأنها مقطوعة معظم الوقت فإن الماء بارد، ولأن الماء بارد فأنا ما بحب الفتوش.
ومن باب التعاطف معها، وجدتُ نفسي أردّد أغنية ديانا حداد: “ويللي ما يطول العنب حامضا عنّهْ يقول”!
#صحيفة_الثورة