الثورة – ميساء العلي:
في حي الميدان الدمشقي تسكن السيدة سعاد الخطيب بمنزل صغير مع أطفالها الثلاثة، وهي موظفة، إلا أن ظروفها الاقتصادية صعبة كونها تصرف على أسرتها بمفردها، وتعمل حتى الساعة الثالثة ظهراً وتعود لمنزلها للقيام بعمل آخر تُحبهُ- على حد تعبيرها- فهي تمتلك فن الطبخ الدمشقي الذي يُطلب منها في المناسبات لبعض العائلات الميسورة.
ويتحول شهر رمضان بالنسبة لها إلى فرصة هامة، ويزداد الطلب على الطبخات الشامية المعروفة، فتستطيع من خلال هذا الشهر أن تؤمن قوت أطفالها لفترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر، إضافة إلى الإكراميات وفقاً لما تقول.
كيف بدأت بمشروعها الصغير؟..
تقول سعاد في حديثها لصحيفة الثورة: إن إحدى جاراتها وأثناء تناولها طبخة الكوسا محشي، قالت لها: “نفسك على الأكل كتير طيب ما فكرتي تطبخي لعائلات وتبيعي”.
ومن هنا بدأت الفكرة وبمساعدة جارتها التي تعمل كمربية أطفال، حيث أخبرت من تعرفهم أن هناك سيدة طبخها طيب، لتباشر بتحضير عدد من الطبخات خاصة بأيام العطل لعائلات تقيم مناسبات وعزائم.
طبخات
وحول أهم المأكولات التي تُطلب منها قالت سعاد: “الأبوات والكبة المشوية والشيشبرك”.
وتضيف سعاد أنها تُحضر في الأسبوع أكثر من ٥ طبخات يتم طلبها في الأشهر العادية، إلا أن هذا يزداد في شهر رمضان ليتم طبخ أكثر من ٣٠ طبخة شامية، وميزة هذا الشهر الكريم هو ما تتلقاه من إكرام على كل طبخة يتم طلبها لتلك العائلات.
وتقول: إنها تُحب الطبخ العربي وخاصة الشامي، إلا أنها بدأت أيضاً بتحضير بعض الطبخات الغربية حسب الطلب.
مضيفة: اليوم أصبحت معروفة ليس على مستوى حارتي، بل بات يُطلب منها من الأحياء الدمشقية المعروفة طبخات معينة، لافتة إلى أن سر لذة طعامها هو أنها تطبخ بمحبة، رغم أنها لا تتفنن كثيراً.
تأمل سعاد أن يصبح لديها قناة خاصة لتعليم الطبخ، وأن يكون لديها مطبخ كبير تُعلم غيرها من السيدات فن الطبخ، وهي تسعى وراء ذلك ليس فقط لتأمين قوت أطفالها بل لإشباع رغبتها بأن يكون لها مشروعها الخاص.