حتى لا تعطلنا!

الثورة – سعاد زاهر:
لا يكاد يمر بضع ساعات إلا وتمتلئ صفحات الفيسبوك بمختلف أنواع الشائعات، وبعد انتشارها تسارع العديد من الصفحات التي هي الأخرى غير موثوقة، حال الصفحات التي بثتها.

خطورة هذه الشائعات أنها تأتي في وقت حساس للغاية، وإن كانت الغالبية تدرك خطورة الأمر وتتعاطى معه بجدية، ولكن لا ترافق هذه الجدية حرفية، تجعل من تلك الشائعات تتقلص أو تختفي بل تتمدد وتصبح في بعض الأحيان خبراً تتناقله العديد من الصفحات، ما يشكل حالة مضللة، ولكنها تؤثر في الرأي العام، بسبب اعتماد مروجيها على التكرار والانتشار يجعل من الممكن تصديقها.. هذا الرأي الذي يحتاج في هذه المراحل الدقيقة إلى التعاطي معه بحكمة وهدوء حتى لا ننجر خلف قضايا لا تخدم بلدنا ولا ركبها السائر نحو البناء.

مؤخراً نرى أن الشائعات تلتف وتكبر ومن ثم حين تواجه تختفي، ولكن بعد أن حققت في بعض الأحيان أهداف مروجيها، والمشكلة التي نعانيها أنها تنتشر ويتناقلها البعض رغم عدم منطقيتها، ولكن لأنها تتلاقى مع بعض الآراء الذاتية لطيف من الناس، والغريب أنه في بعض الأحيان رغم نفيها، يتشبثون بها.. الشائعة خطيرة للغاية ونحن نمر بهذا الوقت العصيب، والذي يؤججها أننا نعيش زمن السرعة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وبحكم الاعتياد بات الكثير من الناس يعتبرونها مصدراً لأخبارهم، الأمر الذي يحيلنا إلى أهم مشكلة تؤجج تلك الشائعات وهو غياب المصدر الموثوق، والانجرار خلف مواقع التواصل بديلاً عن الفكر العميق، والتفكير النقدي، الذي يؤسس لحالة من التحليل يجعل من الصعب تقبل الشائعة لأن من يعتنق الفكر بإمكانه اكتشاف بدائية وسطحية الشائعة.. خطورة الشائعة في هذه المرحلة أنها مصدر للخوف، للتفرقة، لفقدان الثقة، لزعزعة الوضع، لتشويه الحقائق، خاصة حين تتضمن معلومات خاطئة تسبب سوء فهم بين الناس، الأمر الذي يؤثر على الاستقرار، وعلى ترويج معلومات خاطئة تؤثر على الرأي العام، وتبعده عن الموضوعية، والأهم أنها في مرحلة البناء تعطل التنمية، ويقل تركيز الناس على القضايا الجوهرية، حتى لا نستمر في الانجرار خلفها لابد من مصادر معلومات صادقة وشفافة، هي الأخرى تتحقق من الأحداث قبل نشرها، مع ضرورة معرفة كيف نتعامل مع المعلومات الخاطئة وألا نقع في فخ الترويج لها، من خلال تكرارها وتبنيها مما يؤثر على الاستقرار النفسي والاجتماعي، ونحن في هذه المرحلة أحوج ما نكون إليهما، في لحظة بإمكاننا جميعاً أن نتحول لنكافح هذه الشائعات من خلال تجاهل الأخبار الكاذبة، والتصدي للأحداث المضللة، متطلعين إلى التعاطي مع الحلول الحقيقية لبلدنا والتعامل مع قضايانا الجوهرية.
#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
تصريحات ضبابية تثير مخاوف اللاجئين السوريين في ألمانيا   "اللاعنف".. رؤية تربوية لبناء جيل متسامح انفتاح العراق على سوريا.. بين القرار الإيراني والتيار المناهض  تحدياً للدولة والإقليم.. "حزب الله" يعيد بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان سوريا بلا قيود.. حان الوقت لدخول المنظمات الدولية بقوة إلى سوريا قوات إسرائيلية تتوغّل في ريف القنيطرة الاقتصاد السوري يطرق أبواب المنظومة الدولية عبر "صندوق النقد" القطاع المصرفي عند مفترق طرق حاسم إسرائيل في حالة تأهب قصوى للقاء بن سلمان وترامب الآباء النرجسيون.. التأثير الخفي على الأطفال والأمهات بناء الثقة بالحكومة من بوابة التميز في خدمة المواطن مشروع الهوية التنموية.. تحديات وفرص رفع معدلات القبول يشعل جدلاً واسعاً بين طلاب المفاضلة الجامعية "تجارة وصناعة" دير الزور تسعى لإطلاق مشروع تأهيل السوق المقبي البحث العلمي في جامعة اللاذقية.. تطور نوعي وشراكات وطنية ودولية حين يختار الطبيب المطرقة بدل المعقم محادثات أميركية ألمانية حول مشروع توريد توربينات غاز لسوريا قطر والسعودية وتركيا.. تحالف إقليمي جديد ضمن البوصلة السورية  الرؤية الاستراتيجية بعد لقاء الشرع وترامب.. "الأمن أولاً ثم الرخاء" ترامب يعد السوريين بعد زيارة الشرع.. كيف سينتهي "قيصر"؟