الثورة – ناصر منذر:
جددت سوريا التأكيد على التزامها الكامل بالعمل مع المجتمع الدولي لإزالة مخلفات برنامج الأسلحة الكيميائية، والتي كان الشعب السوري هو ضحيتها الأولى، وقد دفع ثمنا كبيرا، عندما استخدم النظام المخلوع غاز السارين لقمع الاحتجاجات الشعبية، ما ادى لاستشهاد وإصابة المئات.
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني، أكد في هذا السياق، بأن سوريا ملتزمة بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدمير بقايا برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد المخلوع، وناشد المجتمع الدولي لتقديم المساعدة في ذلك.
ونقلت وكالة رويترز عن الشيباني قوله خلال مشاركته باجتماعات مغلقة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي أمس: سوريا مستعدة لحل هذه المشكلة المستمرة منذ عقود والتي فرضها علينا نظام سابق.
وأضاف: الالتزامات القانونية الناتجة عن الانتهاكات هي إرث ورثناه ولم نقم به. ومع ذلك، نلتزم بتفكيك ما قد تبقى منه، ووضع حد لهذا الإرث المؤلم، وتحقيق العدالة للضحايا، وضمان أن تصبح سوريا دولة متوافقة مع المعايير الدولية.
وأوضح الشيباني بأن التخطيط بدأ بالفعل، لكن مساعدة المجتمع الدولي ستكون حاسمة، لافتا إلى أن سوريا ستحتاج إلى المساعدة الفنية واللوجستية وإلى بناء القدرات وتوفير موارد وخبراء على الأرض.
وقال: رغم أن نظام الأسد تأخر لسنوات عديدة، نتفهم الحاجة إلى التحرك بسرعة، لكننا نتفهم أيضا ضرورة إتمام ذلك بشكل شامل، لا يمكن أن ننجح بمفردنا في تحقيق ذلك.
وتعكس مشاركة سوريا في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، لأول مرة، منذ سقوط النظام المخلوع، حرص دمشق على التعاون الكامل مع المنظمة الدولية، لإنهاء “الملف الكيميائي” بشكل كامل، بما يحقق العدالة للضحايا، الذين فقدوا أرواحهم اختناقاً على يد نظام الأسد، من جهة، وللمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار الدولي، من جهة ثانية.
كلمة الشيباني أمام ” حظر الكيميائية”، رسمت الخطوط العريضة، لكيفية العمل على إزالة بقايا أسلحة نظام الأسد المخلوع، والتي هي مصلحة سورية في الأساس، وهي تحتاج لمساعدة المجتمع الدولي، كما قال الشيباني، وبذلك تكون سوريا قطعت شوطا مهما على طريق إعادة بناء الثقة، والتعاون البناء مع الأمانة الفنية لمنظمة الحظر الكيميائية، بعد سنوات طويلة من مماطلة النظام البائد، وعدم التوصل إلى أي نتائج إيجابية على هذا الصعيد.
وكما تبادر سوريا للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، فإنه يتوجب على المنظمة الدولية، الإسراع أيضا بالقيام بالتزاماتها بهذا الشأن وفق الدور المناط بولاياتها، وتقديم الدعم اللازم من قبل الأمانة الفنية للمنظمة إلى الحكومة السورية، لإزالة مخلفات برنامج الأسلحة الكيميائي، وهذا من شأنه التسريع بعملية إغلاق الملف الكيميائي، بما يخدم الشعب السوري أولا، والمجتمع الدولي ثانيا.
المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس رحب خلال الاجتماع، بزيارة الشيباني ومشاركته في المجلس التنفيذي، مؤكدا أن ذلك يدل على الالتزام القوي من جانب السلطات السورية الجديدة بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للقضاء على جميع الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وأكد أرياس أن المنظمة مستعدة لدعم السلطات السورية الجديدة في الوفاء بالتزامات الجمهورية العربية السورية بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية”. وأضاف أن فريقا من خبراء المنظمة سيتوجه إلى دمشق في الأيام المقبلة.
وأضاف: بمجرد أن تصبح السلطات السورية مستعدة، سترسل الأمانة العامة بعثة من الخبراء لمساعدة سوريا في إعداد قائمة بشأن مواقع الأسلحة الكيميائية والمواد الحربية والمعدات والذخائر ومكونات البرنامج الأخرى”.
وختم قائلا: “أولويتنا الأولى تتمثل في تحديد هذه العناصر وتأمينها والإعلان عنها وتدميرها المحتمل”.
وبحسب “رويترز” يريد المفتشون الدوليون الآن زيارة نحو مئة موقع ربما كانت مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية الذي تبناه نظام الأسد المخلوع على مدى عقود.
